أكد رئيس نادي أدبي أبها الدكتور أحمد آل مريع أن اللغة العربية في عمومها هي وعاء للتفكير غير أن الدراسات الحديثة أثبتت أن اللغة ليست وعاء للأفكار، بل اللغة هي الفكر نفسه، وبالتالي تشترط وجود الإنسان وقدرته على التفكير وقدرته على إنتاج المعرفة، وهي التي تحدد زاوية النظر للحياة وهي التي تعطي إمكانية القدرة على التفكير والتحليل وإيجاد الحلول بمشكلات الواقع، لأن اللغة هي الفكر نفسه، وأداة للتعبير وكانت شرطا لوجود أمة تحمل رسالة وتحمل فكرا وتحمل مبدأ الاجتماع ومبدأ وجود أمة تجتاز هذا الزمن.
وأضاف آل مريع في حوار مع "الوطن" أن الحديث حول اللغة العربية من فصحى ودارجة للأسف الشديد يوجد خلط بين هذه المصطلحات، فاللغة العربية هي الأم والمظلة الشاملة لما ما يعرف باللغة المنتقاة الفصحى، والفصحى هي مؤنس أفصح أي أن هي اللغة الأكثر فصاحة، وهذا لا يعني وجود لغة أخرى أو لغات داخل اللغة العربية الأم وهي لغة فصيحة، وجاء وصفها بالأفصح يعود إلى انتقاء الجانب الأجود والأجمل في الظواهر اللغوية من هذه اللغة بشكل عام وجمعها في هذه اللغة سيرا على سنة رسولنا وكتاب القرآن الكريم، الذي جمع أفضل اللغات في هذا الكتاب الخالد.
وأكد آل مريع أن التراجع الكبير في اللغة العربية وفي استخدامها، فالمسؤول ليست اللغة، بل الإنسان الذي يستخدمها، كما نرى قديما في السبعينيات توجد معاهد في اليابان تدرس وتعلم اللغة العربية في المرحلة الثانوية لتجهيز سوق العمل في الدول الخليجية والعربية، والذي حدث الآن من توجه المجتمعات العربية إلى تعليم اللغة الإنجليزية والاهتمام بها وتحويل اللغة الإنجليزية إلى لغة العمل جعلت من اليابانيين يلغون تدريس اللغة العربية، ويقوموا بتدريس اللغة الإنجليزية. وشدد على أن اللهجات الأخرى من اللغة العربية موجودة وليس هناك تضاد ولا تضارب ولم نهملها، لذلك فاللغة العربية ستبقى رغم عنا شئنا أم أبينا وستبقى وسينصرها من لا نعتقد أن سينصرها، والحال حلنا إحنا وسنأخذ شرف الانتصار لهذه اللغة، أما أننا سنفقد هذا الشرف لأن الأمة لم تستمر بهذه اللغات الأجنبية والأمة فستستمر باللغة العربية الفصحى وهذا لا يعني بعدم الاهتمام باللغة الدارجة.