لم يرتبط اسم كولومبيا بالكثير من الإيجابيات طوال تاريخ مشاركاتها في كأس العالم، ويبدو أنها تنوي التعويض ولو جزئيا في المونديال الحالي، بعد تأهلها الصاخب إلى الدور الثاني بالعلامة الكاملة.
كان طبيعيا أن تتلقى كولومبيا صدمة نفسية هائلة بغياب هدافها "راداميل فالكاو جارسيا" عن المونديال، لكن ما ليس طبيعيا أن تصبح كولومبيا إحدى قصص النهائيات الجميلة من دون لاعب الـ60 مليون يورو. حققت كولومبيا عودة طال انتظارها إلى كأس العالم بعد غياب 16 عاما، ولطالما حلم الكولومبيون بلاعب من طراز فالكاو، لكن ما لم يتوقعه مزارعو البن أن يتعرض لاعبهم المفضل لإصابة قوية في الركبة قبل عدة أشهر، لتكون مشاركته في النهائيات بمثابة الحلم.
وبدلا منه جاء "خاميس رودريجيز" الذي كلف موناكو 45 مليون يورو، فأمتع صاحب القدم اليسرى الساحرة الجماهير بلمحات فنية رائعة وثلاثية وضعته على وصافة ترتيب الهدافين بفارق هدف عن البرازيلي نيمار والأرجنتيني ميسي. ليسجل الفريق الأصفر 9 أهداف في 3 مباريات. ضرب أبناء "بيكرمان" في الدور الأول بقوة، وسحقوا اليونان 3/صفر، وأكملوا على ساحل العاج 2/1، ثم أجهزوا على اليابان 4/1.
وكان أداء مزارعو البن المقنع في قلعتها بارانكيا، أساسيا في حملتها الناجحة، فدفاعها كان الأقوى في تصفيات أميركا الجنوبية، وهجومها الثالث بعد الأرجنتين وتشيلي. وحلت ثانية في المجموعة الموحدة، ولأول مرة منذ اعتماد نظام التصفيات الجديد صنفت بين أول 8 منتخبات في العالم فكانت من بين رؤوس المجموعات في قرعة انتقدها كثيرون. صحيح أن مجموعتها من بين الأضعف في النهائيات، حيث لايوجد بها مصنف بين المنتخبات العظمى، لكن مواجهاتها في الدور الثاني مع الأوروجواي، ستكون أول الامتحانات الجدية لمعرفة ما إذا كان مزارعو القهوة قد وضعوا مأساة غياب فالكاو وراءهم نهائيا، وفتحوا صفحة مشرقة للكرة الكولومبية.