برزت السفارة السعودية في لبنان، كأحد الأهداف المحتملة التي كان الانتحاريان السعوديان اللذان قضى أحدهما وألقي القبض على الآخر، يخططان لاستهدافها. ولم يستبعد سفير الرياض لدى بيروت علي عواض عسيري، أن تكون سفارة بلاده مستهدفة من خلف التفجير لقرب موقعها من مسرح الحادثة، إضافة إلى قربها من سكن الموظفين الدبلوماسيين، العاملين في السفارة، وإطلالة غرفة الشخصين على باحة السفارة السعودية.
عسيري كشف أيضا عن تواصله مع السلطات الأمنية اللبنانية، لمعرفة دوافع هذا العمل، هذا بالإضافة إلى البحث وراء من يقف خلف تجنيدهم لتنفيذ مثل هذا العمل التخريبي "المدان". وأكد في السياق ذاته، قدوم السعوديين من تركيا إلى الأراضي اللبنانية، وليس بحسب ما راج أنهما قدما من المملكة.
لم يستبعد سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري، أن تكون سفارة بلاده مستهدفة، في التفجير الذي شهدته منطقة "الروشة" البارحة الأولى. وبرر عسيري في حديثٍ إلى "الوطن" أمس، بقرب الموقع الذي شهد الحدث، من موقع السفارة السعودية في الروشة، هذا بالإضافة إلى قربه أيضاً من السكن الذي يقطن فيه الموظفون السعوديون الدبلوماسيون، العاملون في السفارة، وإطلالة غرفة الشخصين على باحة السفارة السعودية.
عسيري كشف أيضاً عن تواصله مع السلطات الأمنية اللبنانية، لمعرفة دوافع هذا العمل، هذا بالإضافة إلى البحث وراء من يقف خلف تجنيدهم لتنفيذ مثل هذا العمل التخريبي "المدان". وأكد في ذات السياق، قدوم السعوديين من تركيا إلى الأراضي اللبنانية، وليس بحسب ما راج أنهما قدما من المملكة.ومضى يقول "المملكة اكتوت بنار الإرهاب في محطات عدة، وهي لا توفر أي جهد في سبيل مكافحة هذه الآفة الغريبة عن مجتمعنا العربي وقيمنا الإسلامية، وللأجهزة الأمنية في المملكة استراتيجية واضحة المعالم لمكافحة الإرهاب، نالت تقدير المجتمع الدولي لما قدمته ولا تزال من إسهامات فعّالة في تعزيز الأمن العالمي، وتتعاون لهذه الغاية مع كل الدول الصديقة".
وأبدى السفير السعودي لدى لبنان استعداد بلاده "للتعاون مع السلطات اللبنانية بشأن تفجير الروشة عبر فريق عمل يساعد في تقديم الأدلة"، مشيراً إلى أن "لدى السعودية مندوباً يتابع التأكد من هوية الانتحاريين".
وأكد "احترام أي قرار لبناني إذا فرضت السلطات تأشيرات على السعوديين"، ودعا الرعايا السعوديين في لبنان إلى "الحذر والابتعاد عن المناطق التي قد تحصل فيها أعمال إرهابية".
إلى ذلك، ناقش مجلس الوزراء اللبناني من خارج جدول الأعمال المقرر أمس، فرض التاشيرات لمواطني دول الخليج، بعد مطالبة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم "بأن لا تكون التأشيرات تلقائية على المعابر الحدودية".
وقبيل الجلسة، شدد وزير الداخلية نهاد المشنوق على أن "فرض تأشيرات مسبقة على الخليجيين غير وارد على الإطلاق"، مؤكداً "الحرص على علاقة لبنان مع مجلس التعاون الخليجي". وقال وزير العدل أشرف ريفي: "إذا أردنا فرض تأشيرات الدخول المسبقة علينا فرضها على الإيرانيين والخليجيين".
أما عن تفاصيل ما حصل في انفجار الروشة فقد أفادت مصادر أمنية لـ"الوطن" أن هناك شخصا ثالثا من الجنسية السورية ينتمي للواء التوحيد هو الذي تولى مساعدة الانتحاريين منذ وصولهما إلى لبنان يتم البحث عنه، لافتة إلى أن الانتحاريين كانا ينويان تنفيذ عملية إرهابية في الضاحية الجنوبية. في سياق آخر، ادعى قاضي التحقيق العسكري القاضي صقر صقر على 15 شخصا لهم علاقة بخلية القلمون بينهم سراج الدين زريقات و6 موقوفين شكلوا تنظيم جند الشام في الشمال، وتلقوا تدريبات على المتفجرات والسيارات المفخخة في عين الحلوة وسورية. وتبين أن أفراد خلية القلمون خططوا لاغتيال ضابط في ا?من العام وتفجيرات في الشمال.ومع استمرار التفجيرات في لبنان خلال الأيام الماضية، رغم ما تبذله السلطات الأمنية من جهود لإعادة الهدوء والاستقرار، ألقى عدد من السياسيين بالمسؤولية على حزب الله في اضطراب الأحوال، مشيرين إلى أن استمرار وجوده في سورية وقتاله إلى جانب قوات الأسد، إضافة إلى ما تردد عن تأهبه للدخول في أتون المحرقة العراقية، ودفع بعض الخلايا النائمة التابعة لتنظيمات إرهابية، إلى إرسال رسالة للحزب وللمسؤولين في لبنان، بأن تداعيات كثيرة قد تترتب على استمرار هذا الوضع.وقال الخبير الأمني اللواء سعيد مالك في تصريحات إلى "الوطن"، إن ما تشهده لبنان لا ينفصل عن تطورات الأحداث في كل من سورية والعراق، محملاً حزب الله مسؤولية ما يجري على الأرض اللبنانية، وقال "هذه بعض الثمار المرة لتدخل حزب الله غير المحسوب في الشأن السوري، وإذا ـ لا قدر الله ـ تدخل في الأزمة العراقية، فإن الوضع سيكون أسوأ من ذلك بكثير، وستشهد البلاد حالة من الانفلات الأمني والفوضى قد تعصف بمستقبلها. لذلك لا بد للمسؤولين من وقفة قوية حازمة تعيد إلى الدولة هيبتها، وتفرض على حزب الله أن يسحب مقاتليه من سورية على الفور، وأن يحجم عن التدخل في الأزمة العراقية، إذا أريد لهذا البلد أن ينعم بالاستقرار".وأضاف أمين "كنا في السابق في غنى عن كل هذه الأحداث التي لا تؤدي إلا إلى تدمير البلاد، ومقتل أبنائها بسبب تدخل الحزب المذهبي في شؤون لا تخص لبنان، لكن التوجيهات التي تأتيه من إيران غير قابلة للنقاش، ولا يملك نصر الله إزاءها إلا السمع والطاعة، ولو كان على حساب لبنان، وسلامة أرواح أبنائه".