أياً كان المُنتج الذي لطالما أخرجه معالي الوزير في السنوات الماضية، لا أستطيع أن أتخيل أمرا سوى أن الرجل لا يقوم بأية خطوة دون وجود معنى فيها، وأنها ناجمة عن تخطيط مسبق أدى إلى هذا الشيء الذي يحدث الآن.

حتى لو تناول السيد الوزير شاي "حبق"، فأنا مؤمن أن الخيار لم يكن خبطا عشوائيا، وأن اختيار الـ"حبق" بالذات كان نتيجة دراسة فصول السنة، وسرعة الرياح، وحزن عامل الشاي الذي أعده، ومقدار صادرات السكر في البلاد المنتجة للعام 2014.

وينسحب هذا الأمر أيضا على تصرف الوزير في الأيام الماضية، حين تجاهل أسئلة الصحفيين عدة مرات معللا بانشغاله. وحين لم يفهموا المعنى في تصرف معالي وزير التخطيط والاقتصاد، قام أحد مساعديه بالقذف بهم إلى الخارج حتى لا يواصلوا قطع حبل أفكار الوزير.

لماذا قام الوزير بهذا الأمر؟

هل هو غاضب من أسئلة الصحفيين المستفزة؟ حين يسأله أحدهم عن: "ملامح خطة التنمية للأعوام القادمة؟"، إذ يرى الوزير أنه سؤال خبيث في الوقت الذي لا يستطيع أقوى موظف دفع قيمة أرض سكنية.

وفي الوقت الذي تقفز فيه معدلات التضخم، يأتي صحفي "وقح" ليسأل عن "ملامح" تنمية.

وعلى الرغم من وجوب الالتفات إلى الإعلام، والإجابة عن أسئلته، وجعله شريكا حقيقيا بعرض ما يحدث أمامه بشكل شفاف، إلا أن الوزير يرى نفسه أعلى من كل وسائل الإعلام، لذلك أعرض عنهم، وأكمل آخر المسألة بقذفهم خارج المكان.

في الوقت الذي يتداول فيه الناس مقطع فيديو يَظهر فيه وزيرٌ باكستاني سابق يقذفه الشعب من خارج الطائرة هذا الأسبوع، بعد أن تسبب في تأخير رحلتهم من أجل انتظاره.