أي "أفيش" فيلم، مكتوب عليه: إخراج محمد خان، يعـدك بمشاهدة حية، وفي الشـارع، ولا مكان فيه للتمثـيل في أمـاكن تصوير مغلقة، أو استديوهات، إلاّ في النادر.
ميزة التصوير الحي هذه، وميزة الكاميرا التي تنزل إلى الشارع، وبين أصوات المارة والباعة المتجولين، هي ميزة سينما محمد خان.
هذه الميزة، لا تجعل المشاهد يتثائب، في جوّ التصوير الحيّ، والعلاقات الحيّة، والأصوات الحيّة، والكاميرا الحيّة أيضاً.
"بنات وسط البلد"، أحد التحف التي أهداها محمد خان للمكتبة السينمائية العربية، وهو الذي أهدى لمكتبة السينما العربية، أفلاما كثيرة، أغلبها في دائرة السينما الحيّة، النابضة بالوجوه والأصوات والشوارع.
تدور أحداث فيلم "بنات وسط البلد" حول فتاتين تعملان في محال تجارية بوسط مدينة القاهرة، تتعرضان لعلاقات وأحداث وقصص، في دائرة اليومي والمُعاش.
بالرغم من بساطة القصة، إلا أن عين محمد خان السينمائية الحسّاسة، تجعلك كمشاهد، تعيش مع أبطال الفيلم في وسط البلد، بكل ضجيجه، وعابريه، وأحلامه، وآماله، وآلامه.
هند صبري ومنّة شلبي، وبفضل عبقرية خان، كانتا في واحد من أجمل أدوارهما السينمائية التي لا تُنسى.