تبدو الجزائر أقرب من أي وقت مضى من تحقيق إنجاز تاريخي تلهث وراءه منذ مونديال 1982 عندما خرجت مرفوعة الرأس بمؤامرة ألمانية غربية نمساوية، وذلك عندما تلاقي روسيا في الـ11 مساء اليوم في كوريتيبا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
نجح المنتخب الجزائري في رهانه الأول الذي جاء من أجله إلى العرس العالمي في البرازيل عندما تغلب على كوريا الجنوبية 4/ 2 . ومحا هذا الفوز الرائع خيبة الأمل الكبيرة بعد الخسارة أمام بلجيكا 1 /2 في الجولة الاولى بعدما كان متقدما 1/صفر، ووضع "ثعالب الصحراء" في وضع جيد لتحقيق الرهان الثاني والأهم وهو اقتناص البطاقة الثانية عن المجموعة الثامنة وبلوغ الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
وانحصرت المنافسة على البطاقة بين الجزائر وروسيا وكوريا الجنوبية بعدما حجزت بلجيكا البطاقة الأولى.
ويحتل المنتخب الجزائري المركز الثاني بـ3 نقاط بفارق نقطتين أمام روسيا وكوريا الجنوبية، وتكفيه نقطة التعادل كي يتخطى الدور الأول.
من جهتهم، يقف الروس عقبة أمام ممثل العرب الوحيد في النهائيات العالمية، خاصة وأن رجال المدرب الإيطالي "فابيو كابيلو" يسعون للتأهل لأول مرة في عهدهم الحديث إلى الدور الثاني. ويأمل كابيلو ألا يختبر فشلا جديدا في نهائيات كأس العالم بعد أن تذوق مرارة الخروج من الدور الثاني لمونديال جنوب أفريقيا 2010 مع المنتخب الإنجليزي حين تلقى الأخير هزيمة مذلة أمام غريمه الألماني (1/4)، ما جعل المدرب الإيطالي محط الانتقادات اللاذعة في وسائل الإعلام البريطانية.
ويبدو أن "كابيلو" وضع الدور ربع النهائي كهدف لمنتخبه، لكن هذا الهدف أيضا ليس سهل المنال على الإطلاق لمنتخب لم يشارك في النهائيات منذ 12 عاما، ولمنتخب لم يتمكن من الفوز على كوريا الجنوبية.
كوريا الجنوبية × بلجيكا
وإذا كان "كابيلو" لا يزال يتشبث بأمل التأهل إلى الدور الثاني، فإن كوريا الجنوبية لا تشذ عن هذه القاعدة وإن كانت فرصها ضعيفة بالنظر إلى فارق الأهداف الذي بحوزتها (-2) وإلى قوة المنتخب المنافس بلجيكا التي حققت فوزين متتاليين وظفرت بالبطاقة الأولى عن المجموعة.
وستكون كوريا الجنوبية مطالبة بالفوز على بلجيكا مع تمني انتهاء المباراة الثانية بالتعادل، ليكون الحسم بفارق الأهداف مع الجزائر.
لكن الفوز على بلجيكا لن يكون سهل المنال خاصة وإن الأخير يملك دكة بدلاء من مستوى احتياطيين وأكبر دليل أن أهدافه الثلاثة التي سجلها حتى الآن كانت من أقدام لاعبين احتياطيين: مروان فلايني ودرييس مرتنس في المباراة الأولى أمام الجزائر، وديفوك أوريجي في الثانية أمام روسيا.