لفت المهاجم الأوروجوياني "لويس سواريز" الأنظار إليه ليس لنجوميته ومستواه الفني فحسب، بل لمشاغباته التي ظل يمارسها بعيداً عن أعين الحكام.

وحظيت مباراة إيطاليا والأورجواي ضمن منافسات المجموعة الرابعة من مونديال كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل باللقطة الأكثر جدلاً وتعليقاً وذلك عبر كافة وسائل الإعلام العالمية وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر، فيس بوك، إنستجرام، وغيرها.."، حينما غرس سواريز أنيابه في كتف مدافع المنتخب الإيطالي "جورجيو كليني" في الدقيقة 80 من المباراة، ما دعا المدافع الإيطالي لإطلاق صرخة مدوية، جراء الألم، سمعها أغلب من كانوا في الملعب، وانطلق شاكياً لحكم المباراة الذي لم ينتبه للقطة ولا حتى الحكم الرابع أو أحد مساعديه لتمر مرور الكرام دون عقاب لحظتها.

ولم تكن الحادثة هي الأولى بالنسبة لسواريز، حيث سبق وأن فعلها بـ "عض منافسيه"، ففي عام 2010م وعندما كان يدافع عن ألوان أياكس أمستردام الهولندي، تم إيقافه 7 مباريات لعضه لاعب الغريم التقليدي أيندهوفن المغربي الأصل عثمان بقال.

وكرر عضته الموسم قبل الماضي في مباراة فريقه ليفربول أمام تشلسي، وكان الضحية هذه المرة المدافع الدولي الصربي "برانيسلاف إيفانوفيتش"، عوقب حينها بالإيقاف 10 مباريات.

بدوره، علق أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود الدكتور صلاح السقا على الحادثة، وأكد أنه كان من المفترض على سواريز أن يتعظ، خصوصاً وأنه سبق وأن أوقف جراء "العض" في مناسبتين سابقتين بالذات وأنه لاعب دولي ومحترف، وقال: "أثناء المنافسة يفقد اللاعبون السيطرة على مشاعرهم تجعلهم يتصرفون بشكل غير مسئول ولا يفكرون في عواقبها في تلك اللحظة".

وأبان السقا أن هذه التصرفات تأتي نتيجة نوع من الإحباط أو عدم القدرة على التسجيل، أو حينما تشتد المنافسة ففي بعض الأحيان عدد من اللاعبين يرى في المنافس أنه سبب من أسباب الإحباط وتبدأ التصرفات بشكل غير مسئول، وأضاف: "هذا عمل غير مسؤول ولا نقره بصرف النظر بقدرته على التحكم الانفعالي، وهذا درس لكل الرياضيين صغاراً أو كباراً، ولا بد أنهم يعرفون أن جزءً من الروح الرياضية هي قدرة الإنسان على التحكم الانفعالي بصرف النظر عن الأداة أو الاسم، ولا يوجد إنسان فوق العقاب".

إلى ذلك، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه فتح تحقيقا بشأن عضة المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز للمدافع الإيطالي كليني.

وبحسب أنظمة الفيفا فإن الأورغوياني صاحب السوابق في هذه القضية يفترض أن يواجه عقوبة قاسية قد تحرمه مواصلة اللعب مع منتخب بلاده الذي بلغ الدور الثاني من نهائيات كأس العالم.

ولفت الاتحاد الدولي أن اللجنة التأديبية المستقلة مخولة في اتخاذ القرارات المناسبة في كل خطأ يحصل بعيدا من أنظار الحكم، ويتوجب على سواريز أو الاتحاد الأوروغوياني تقديم الوثائق الضرورية والتعبير عن موقفهما إلى الفيفا للدفاع عن قضيتهما في تمام الساعة الثامنة مساء أمس بتوقيت غرينتش.

وستلعب الأوروغواي مباراتها المقبلة في دور الـ16 من المونديال ضد كولومبيا في 28 الشهر الحالي في ريو دي جانيرو، ويحدو الأمل أنصار المنتخب السماوي أن ينجو نجمهم الأول من الإيقاف، بالذات وأنهم عاقدون الأمل عليه بالذهاب بعيداً في المونديال والوصول على أقل تقدير لنصف النهائي وتكرار الإنجاز المحقق في المونديال الماضي حينما احتلوا المركز الرابع في مونديال جنوب أفريقيا 2010م.