أصبح هاجس السائح السعودي عندما يفكر في الذهاب إلى أي دولة ومدينة سياحية، سلامته وأمن عائلته، وبات يفكر في الأمن قبل تفكيره فيما يحتضنه المكان السياحي من مرافق ومتنزهات وبرامج سياحية، ولقد شكلت في السابق الدول المحيطة بالمملكة جغرافيا وجهة مهمة للسائح السعودي المتجه للخارج، إلا أن التقلبات السياسية ومستجدات الأوضاع على الأرض في تلك البلاد أثرت في اختياراته السياحية، وتحديدا بعد الثورات العربية، علاوة على جملة الاغتيالات التي تعرض لها الخليجيون في عدد من الدول الأخرى.

مصر وسورية واليمن والأردن، وغيرها كانت من أولويات السائح السعودي عند ذهابه إلى مكاتب السفر والسياحة، إلا أن ما يجرى بها من أحداث جعلته يعيد أولوياته بعد افتقار أبسط مقومات السياحة والأمن أولها، فنالت تركيا ودبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الحصة من نسبة سياح الخارج والوجهة الأهم والأكثر إقبالا.

أمام ذلك أصبح واضحا أمام جهات سياحية في دول أخرى كمصر على دراية بتحفظ السائح السعودي، فجاءت التأكيدات من مسؤولين مصريين عن الشأن السياحي، خاصة بعد الاستقرار في الأوضاع السياسية، حول الأمان والسلامة اللذين سيوفرانها للسياح السعوديين، رغبة في جذب السائح السعودي، وهو ما تحقق مؤخرا بعد أن شهدت الحجوزات بالطائرات المتجهة إلى مصر إقبالا كبيرا.

تلك التقلبات في اختيارات السائح السعودي أمام أحداث المنطقة، أكدها نائب رئيس لجنة وكالات السفر والسياحة بالغرفة التجارية بالرياض، وليد السبيعي، في تصريح صحفي أن دبي ما تزال على رأس القائمة حتى في فترة الصيف من ناحية الحجوزات السعودية المؤكدة، نظرا لقربها من المملكة وتناسب الأسعار بين البلدين، ثم ماليزيا وبعدها لندن ثم أميركا وبعدها باريس، ثم روما.

وأوضح ضيف الله الزيلعي لـ"الوطن" أن سورية كانت وجهته الأولى عندما تبدأ الإجازة الصيفية، إلا أنه وبعد الأحداث التي وقعت فيها في الأعوام الماضية جعلته يسافر إلى شرق آسيا وتحديدا "سريلانكا"، مؤكدا أن الأمن موجود هناك خاصة مع انتشار رجال الأمن في أنحاء البلاد كافة.

وأضاف أن السريلانكيين يجيدون حسن التعامل مع السائح، من خلال توفير الراحة والأمن، مبينا في الوقت نفسه أنه أصبح يسافر إليها بشكل سنوي.