أثار ناقد أكاديمي مجددا الجدل حول إشكالية "الحداثة والتراث" التي شهد المشهد الثقافي السعودي أوج صراعها خلال حقبة الثمانينيات الماضية، مستحضرا صورة الغرب، والموقف منه في الثقافة المحلية.
وتناول الدكتور صالح زياد في محاضرته "مكتشفات ثقافتنا الحديثة" بنادي الباحة الأدبي مساء أول من أمس، ثلاثة مصطلحات هي "التراث والأصالة والحداثة "، ذاهبا إلى قوله: "لم يكن لنا أن نتعرف على مصطلح التراث من حيث هو قضية ثقافية وفكرية واجتماعية، تستدعي الجدل والاختلاف وتتداولها الأقلام وتحمى بفعلها معارك الفكر العربي والإسلامي الحديث، من دون حسبان لحضور قضية الحداثة وتفجر الوعي بها، كأن الحداثة ـ إذن ـ هي من خلق التراث فالتراث ليس له معنى ولا تتعلق به قضية إلا بتولد معنى الحداثة وتبلور قضيتها، والأمر نفسه يمكن حسابه تجاه مفاهيم الأصالة والغرب والزمن الحضاري". وتابع زياد في تحليله لهذه المصطلحات وتوضيح المعاني المتعلقة بكل منها، ثم تناول الخطاب التجديدي لدى الشعراء والأدباء القدامى والمحدثين، مستعرضا عددا من النماذج والأمثلة.
وفي المداخلات تحدث علي صبيحة عن المتنبي، فيما تحدث الدكتور ناصر علي الغامدي عن الحداثة ورفضها للثوابت - حسب تعبيره -، وتساءل عن إمكانية الاستغناء بالتراث عن الحداثة، وتطرق محمد منسي للتراث الإسلامي وتعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود في المدينة وسأل عن الحداثة هل هي من إنتاج الغرب؟، أما القاص جمعان الكرت، فقد أثار سؤال الانبهار بالغرب -طبقا لوصفه- وما إذا كان سيزول قريبا أم أنه مستمر، بينما توقف الدكتور سعيد الجعيدي عند مصطلح الغرب، وهل هو من المركزية الغربية أم من ابتداعنا؟، طارحا جدلية الاستشراق والاستغراب.