هل يعاني "البعض" من أمراض نفسية مزمنة؟ وهل تحول بعضنا إلى "سادي" يستمتع بالتعذيب؟
"الإنسانية" كانت محور الإثارة في عدة قضايا متنوعة أظهرتها لنا "كاميرا" الهاتف الذكي ووسائل الإعلام، وبقي الكثير من القضايا الوحشية في ظل "الستر"، لكن ظهور القلة منها سيرفع درجة الوعي لدى المجتمع؛ إن نال أهلها عقوبات رادعة.
شباب يحرقون حيوانا ويستمتعون بتصويره محبوسا في قفص والنار تأكل جسده! وشباب يستعرضون كثرة الحيوانات التي قتلوها بلا دافع إلا الاستعراض، ونتناقل نحن الصور فيما بيننا. وأب يسلخ رأس طفله الذي لم يتجاوز 8 سنوات، ويحرق رأسه بمواد كيميائية تستخدم لتنظيف الأرضيات؛ لأنه رفض سرقة جوال ثمين! ونتناقل صور الطفل بيننا. وشاب يحرق جهاز هاتف ذكي؛ لأن الناس تترقب وصوله إلى الأسواق الخليجية، ويستعرض في الفيديو أنه يحرق ما يتمناه الناس! ونحن نتناقل الفيديو بيننا. وأب يصور طفله في قدر الطبخ على النار وينشر الفيديو!.. هل نحتاج إلى زيادة عدد المصحات العقلية؟
لا ندري كم مثل تلك القضايا حدثت ولم تصور. لكننا نفرح بقبض الجهات الأمنية على شباب تخلوا عن الإنسانية واستمتعوا بحرق حيوان لم يضرهم في شيء، واستعرضوا "وحشيتهم" في فيديو يثبت الواقعة، وكأنهم في تحد لإثبات عدم إنسانيتهم. وكان لهم ذلك بكل جدارة.
أضف إلى كل تلك القصص. قصة معلم المدرسة وحلقة القرآن، وكل واحد منهما يظهر في فيديو متجردا من "الإنسانية"، فينهال كل منهما على أطفال صغار بالضرب بغرض التربية والتأديب. ولا أدري كيف تحملت تلك الأجساد الصغيرة كل تلك القسوة؟!
ورغم عدم تبعية المدرسة والمعلم لوزارة التربية والتعليم، وعدم تبعية حلقة القرآن ومدرسها إلى أي جمعية رسمية؛ إلا أنه نال تلك الجهات الكثير من النقد. وربما نجد من المسؤولين في التربية والتعليم من يزيد التأكيدات ويرسل "التعاميم" بضرورة منع التصوير في المدارس أكثر من تأكيده على منع الضرب في المدارس، وهنا يكون هَمّ "المسؤول" تجنب الفضائح وليس حفظ حقوق الطلاب وحمايتهم من العنف.
(بين قوسين)
في بعض المدارس يحتاج الطالب إلى الحماية، وفي بعضها يحتاج المعلم إلى الحماية. حين تتابع الأخبار اليومية ستتخيل الميدان التربوي ساحة حرب. الطالب يكره المعلم، والمعلم يقسو على الطالب. والضحية "التعليم".