إذا كانت دائرة اهتمام وسائل الإعلام فتح الحسابات المتعددة في الشبكات الاجتماعية والمشاركة بروابط من إنتاجها؛ فإن هذا لم يعد كافيا في الآونة الأخيرة مع التطور التكنولوجي المتلاحق لتقنيات الاتصال.

المهمة القادمة لوسائل الإعلام تقديم المحتوى بطريقة تتناسب وتتكامل مع خصائص "الهواتف الذكية"، من ناحية سهولة العرض والتعليق والمشاركة والحفظ في آن واحد، فقد أظهرت دراسة متخصصة لتسع دول عربية أن نسبة المستخدمين للإنترنت عبر الهواتف الذكية في الإمارات ارتفعت من 75% إلى 92% في 2012 وبذلك احتلوا المركز الأول، أما السعوديون فقد بلغوا المركز الثاني بنسبة 82%، في حين بلغت نسبة المستخدمين في لبنان 61% وفي الكويت 79%. تلك الإحصاءات تترجم الحرب القائمة بين شركات "الأجهزة الذكية" المختلفة، التي تبحث عن تقديم المزيد من الخدمات للمستهلكين، وتسعى إلى تحقيق مستوى الرضا، ولعل آخرها شركة "آبل" التي قدمت جهاز آيفون 6 بلس بشاشة كبيرة بعدما كانت ترفض فكرتها، فضلا عن بعض الخدمات كآلية الشراء عبر الجهاز والاتصال المجاني من خلال تقنية WIFI.

الظاهر لنا أنها حرب تقنية تعتمد على القوة الذكية بالمعلومات والعبقرية التكنولوجية، ولهذا على الصحف المطبوعة التي تتهاوى أرقام توزيعها أو الصحف الإلكترونية التي تعمل بطريقة النسخ واللصق أن توظف التقنية لصالحها بتقديم المحتوى المختلف والمحدد لجمهورها من خلال الأجهزة الذكية بتطبيقات أكثر دهاء، كملفات الفيديو والروابط التفاعلية والتواصل الشخصي في حال الأخبار العاجلة والمهمة، فضلا عن تنبيهات الطقس ومخلصات لدائرة الاهتمام بشكل عام وذلك بعد استطلاعها.