كشف سفير الائتلاف السوري في باريس منذر ماخوس أن الحكومة الفرنسية انتقلت من مرحلة دراسة الكيفية التي تدعم بها الجيش الحر، وأنها تتأهب لتصحيح موازين القوة على الأرض في سورية، قائلاً إنها خطت عدة خطوات عملية، ملمحاً إلى أنها قدمت أسلحة للثوار.

السفير وإن تحفظ في بداية حديثه إلى "الوطن" عن تلك المسألة، عاد وأكد حصول الثوار على أسلحة فرنسية، دون أن يكشف عن نوعيتها وأعدادها. وكرر الإشادة بموقف باريس، ووصفه بأنه "رائع" على الصعيدين السياسي والعسكري، واستدرك بالقول إنها لا يمكنها لوحدها أن تضع كل ثقلها السياسي خلف المعارضة المسلحة.

وعن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما لشبكة "سي بي إس" التلفزيونية التي قال فيها إن تصور وجود معارضة سورية معتدلة قادرة على هزيمة النظام هو "أمر غير واقعي"، قال ماخوس إن أوباما أراد من خلال ذلك التصريح الرد على انتقادات الجمهوريين الذين ينتقدون سياسته في سورية ويصفونها بالمتخاذلة. ونفى السفير السوري في باريس أن يكون المقصود من ذلك التصريح هو إعلان تخلي الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عن الثورة السورية، مشدداً على استمرار الدعم الذي تلقاه من العالم أجمع.

ولم ينس ماخوس أن يوجه انتقاداته للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قائلاً "المعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، تمر بأصعب فتراتها منذ اندلاع الثورة، وندرك بأن الائتلاف بوضعه الحالي ليس الطرف الأقوى الذي يمكنه من إقناع الآخرين بالمراهنة عليه، ووضع ثقلهم خلفه. وهو ليس على قدر من النضوج السياسي الذي يسمح له بالقول بأنه واجهة الثورة السورية. ولو كانت المعارضة السياسية في وضع أفضل لكان بإمكانها فعل الكثير، لذلك ينبغي أن نركز على إعادة ترتيب البيت الداخلي حتى نصل إلى وضع يسمح لنا باكتساب ثقة الآخرين ويشجعهم للإقدام على دعمنا ومد يد العون لنا".

واستدرك سفير الائتلاف في فرنسا بتوضيح الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور في عمل المعارضة، وتسببت في ضعف الدور الذي يقوم به الائتلاف، قائلاً "لم يتمكن الائتلاف خلال دوراته الثلاث من إنتاج قيادة قادرة على تطويره، وإقناع الآخرين بقدرته على قيادة الثورة، ولكن إذا أردنا الإنصاف ينبغي أن نقول إن هناك أسبابا خارج أيدي من تولوا العمل في الائتلاف، أبرزها غياب الفضاء السياسي في سورية طيلة الأربعين عاماً الماضية، مما حرم قيادة الائتلاف من الوصول إلى مرحلة نضج سياسي، فالنظام الحالي، ومن قبله حكومة حافظ الأسد مارست أقصى درجات الديكتاتورية وتغييب الممارسة الديموقراطية، مما يستحيل معه أن يكون هناك وعي سياسي حقيقي، فقد حكموا سورية بالحديد والنار وكأنهم يقولون للمواطنين إن دورهم لا يجب أن يتعدى مرحلة التصفيق والهتاف ومنحهم أصواتهم في الانتخابات الشكلية التي يجرى تنظيمها في سورية".

ولم يفت على ماخوس أن يوجه إشادته لدول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة على ما تقدمه من دعم للسوريين، قائلاً "لولا دعم إخوتنا الخليجيين لما استطاعت الثورة أن تصمد طيلة هذه السنوات، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار الدعم غير المحدود الذي يجده نظام الأسد من روسيا وإيران ومقاتلي حزب الله والحرس الثوري وفيالق المرتزقة التي تقاتل على أساس مذهبي. ولولا الدعم الذي قدمته المملكة للاجئين السوريين - الذين تقطعت بهم السبل ووجدوا أنفسهم بلا مأوى ولا مأكل – لواجهوا مصيراً أسود لا يعلم نهايته إلا الله وحده. ولا أريد هنا أن أشكرهم، فنحن وهم إخوة في الدين واللسان والجنس، ولنا جميعاً مصلحة مشتركة في التحالف والتصدي للحلف الشيطاني الشرير، الذي يضم الأسد وإيران وحكومة المالكي، بدعم روسي غير محدود".