أعلن وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان تنظيم معرض للكتاب بجدة في أوائل ديسمبر من كل عام، مؤكدا أن الفكرة حظيت بدعم من محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز وبالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ووزارة الثقافة والإعلام.

جاء ذلك عقب انطلاق اللقاء السنوي الثاني لأمناء المكتبات العامة في المملكة، أمس، والذي تنظمه وكالة الوزارة للشؤون الثقافية بمقر المكتبة العامة بجدة، تحت عنوان "تحديات الواقع وتطلعات المستقبل في المكتبات العامة"، ورعاه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي قال في افتتاح الملتقى: "إذا كانت الأمم تفتخر بمنجزاتها الحضارية والتاريخية، فهي في البدء تفتخر بمكتباتها ومنجزاتها الثقافية والعلمية، ولهذا كثفت الدول المتقدمة جهودها على المكتبات وأنشأت صروحاً ومباني ضخمة وبنية تحتية متكاملة من أجل المكتبات، ذلك لأنهم عرفوا أهميتها ومكانتها في حضارات الشعوب وتاريخها. وقال خوجة "لعل الزمن يعيدنا إلى مكتبة تاريخية كان لها الأثر الكبير في بدء النهضة الحديثة لبلادنا ومن ذلك "مكتبة المسجد الحرام ومكتبة المسجد النبوي" وبعض المكتبات المرادفة لهاتين المكتبتين، إضافة إلى المكتبات الخاصة التي اعتنى بها أصحابها العلماء والأدباء والمثقفون، وكانت لها أدوار بارزة في النهضة العلمية والثقافية في المملكة، ثم أنشئت بعد ذلك مكتبة الملك فهد الوطنية لتكون ملجأ للعلماء والباحثين وملتقى للمثقفين والأدباء والمهتمين وسجلاً لماضي وحاضر ومستقبل العلوم والمعارف والثقافة في المملكة، إضافة الى مكتبة الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني.

وعبر خوجة عن رغبة وزارة الثقافة والإعلام بتطوير المكتبات التابعة للوزارة والاهتمام بها وبالمسؤولين عليها وتنظيم دورات وملتقيات وورش عمل متخصصة في إدارة المكتبات، ومن ذلك هذا الملتقى الذي يضم نخبة من المتخصصين في المكتبات من جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة أم القرى، ومن المختصين في المكتبات التابعة لبعض الجهات الحكومية وكذلك من وزارة الثقافة والإعلام".

ولفت خوجة إلى أن المكتبات التابعة لوازرة الثقافة والإعلام كانت تتبع عدة جهات ومؤسسات وقد صاحب نقلها إلى وزارة الثقافة والإعلام عدد من الصعوبات الإدارية والوظيفية، وقال "وهو ما جعلنا نفكر بالطرق الأنسب لتطوير هذه المكتبات لتكون جاهزة للاستفادة منها ومن محتوياتها لشرائح المجتمع كافة، وبالتالي تم عقد لقاءات سابقة لعل من أهمها الاجتماع الأول لمديري المكتبات العامة الذي عقد عام 1434 بمدينة الرياض، وتمت مناقشة القواعد التنظيمية والأعمال الفنية للمكتبات، وها نحن اليوم نناقش في هذا الملتقى عدة محاور تأتي في مقدمتها "المكتبة الثقافية الرقمية"، حيث أصبحت من أهم الوسائل المعرفية وأهم مصادر المعلومات الحديثة، والتي تمكن القارئ والباحث في أي مكان في العالم من التزود بالمعلومة دون عناء مادي أو جسدي.

من جانبه، قال الحجيلان: إن هذا الملتقى يأتي تتويجا للملتقى الأول الذي عقد في الرياض وستعقد هذه الملتقيات بشكل سنوي مما يتيح للمشاركين تقديم مجموعة من المعارف والمعلومات والدورات للمتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات وإطلاعهم على آخر المستجدات التي تقدم في خدمة البحث العلمي.

وأشار الحجيلان إلى افتتاح مكتبة رقمية تضم 30 ألف كتاب، منوها إلى إمكانية زيادة هذا الرقم ليصل إلى 100 ألف كتاب في السنوات القادمة، وهي متوافرة في المكتبات العامة ومتاحة، داعيا المهتمين للاستفادة من الكتاب الإلكتروني. وعدّ الدكتور الحجيلان هذه الخطوة مبادرة أولى قامت بها الوزارة وهي حريصة على حفظ الحقوق الفكرية لهذه المواد وانتقاء نوعيات من الكتب التي تجد صدى لدى الجماهير، مبيناً أن هناك اعتبارات كثيرة تراعيها الوزارة حين انتقاء الكتب. وأفاد أن هذا المشروع سيشهد تعاوناً مع بقية القطاعات في الدولة التي لها علاقة بالكتاب في جميع المجالات وهناك تركيز على التأليف وصناعة الكتاب المناسب للطفل وتصميم برامج تليق بخيال الطفل وتنمي المهارات التي يحتاجها.

وفي برنامج اللقاء الثاني لأمناء المكتبات العامة قدم الحجيلان محاضرة ناقش فيها أعمال المكتبات العامة في المحافظات والمراكز ضمن مهام وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وإبراز النشاطات الثقافية أمام الرأي العام والتواصل مع زوار المكتبات العامة، وإيجاد قنوات للتواصل مع المجتمع.

ثم قدم مدير إدارة الإعلام الثقافي أحمد بن خضر الزهراني محاضرة تناول فيها التعريف بأهمية الإعلام الثقافي ودوره في المكتبات العامة.