كشف خبراء عن توقعاتهم بتسجيل قطاع الإنشاءات والمقاولات في المملكة خسائر كبيرة مبينين في حديثهم إلى "الوطن" أن أسباب ارتفاع أسعار الأيادي العاملة أدى إلى تلك الخسائر، ويؤكد الرئيس التنفيذي لشركة بصمة لإدارة العقارات خالد المبيض في حديثه إلى "الوطن" أنه من الضروري الحد من الخسائر المتعلقة بأعمال الإسكان وعلى رأسها المقاولون.

فيما توقع عضو مجلس الإدارة رئيس لجنة المقاولين بغرفة الرياض ورئيس اللجنة الوطنية للمقاولين فهد الحمادي عن تكبد قطاع المقاولات بالمملكة خسائر تقدر بنحو 13% من حجم المشروعات بنهاية العام الجاري نتيجة تحمله عبء ارتفاع تكلفة تنفيذ المشروعات والناجم عن كلفة قرارات وزارة العمل التي رفعت تكلفة الأيدي العاملة بالقطاع لنحو 150%.

ولفت الحمادي إلى أن قطاع المقاولات تحمل أيضاً كلفة الارتفاعات التي طالت مختلف القطاعات الاقتصادية الصناعية والتجارية والخدمية والمترتبة على قرارات وزارة العمل، ومحذراً من أنه ترتب على ذلك ارتفاع نسبة المشاريع المتعثرة لنحو 40%، وزيادة ظاهرة المقاولين المنسحبين من سوق المقاولات جراء هذه الخسائر.

ولفت إلى أنه نتيجة لتداعيات هذه الأزمة اتجهت بعض البنوك تحت وطأة استشعارها للمخاطر المحدقة بالقطاع إلى تقليص حجم التمويل لقطاع الإنشاءات، مما أثر في مستوى إنجاز المشروعات وتعثر بعض المقاولين أو انسحابهم، وتوقع أن تشهد القوائم المالية لنحو 80% من شركات المقاولات بالمملكة جراء تلك المشاكل خسائر بنهاية العام الجاري.

وأوضح الحمادي أن اللجنة الوطنية سبق أن توقعت حدوث هذه المشكلات ورصدت ما تحمله من مخاطر تضر بقطاع المقاولات الذي يعد أحد أكبر القطاعات الاقتصادية، حيث يتوقع أن يصل حجم سوقه في العام المقبل إلى نحو 1.13 تريليون ريال، مشيراً إلى أن اللجنة طرحت المقترحات والحلول المناسبة لهذه الأزمة، وفي مقدمتها إنشاء هيئة مرجعية مستقلة للمقاولين تتولى تشجيع ودعم أعمال الاندماج بين شركات المقاولات الصغيرة والمتوسطة لمواجهة المنافسة الحادة في السوق، وتشجيع تصدير صناعة المقاولات الوطنية إلى الخارج.

وأضاف أن المقترحات تضمنت كذلك الدعوة لإنشاء صندوق لتمويل القطاع وسد فجوة تمويل البنوك له، مما يسهم في تطوير قطاع المقاولات ويمكن المقاولين من الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية وتنفيذ المشاريع المسندة إليهم في أوقاتها المحددة وبجودة عالية، كما تتضمن الدعوة لتخفيف شروط الاستقدام على منشآت المقاولات الصغيرة مع مراجعتها كل ثلاث سنوات، واستبعاد العمالة غير المتوفرة من السعوديين من نسبة السعودة، وسرعة البت في التأشيرات لاستقدام العمالة، واعتماد أسلوب المظروفين المالي والفني في تقديم عروض المشاريع، وتجزئة المشاريع الحكومية لتمكين صغار المقاولين من المنافسة.

وكانت اللجنة الوطنية قد رفعت دراسة للمقام السامي في وقت سابق من العام الحالي تتضمن مقترحاتها لحل العقبات التي تواجه قطاع المقاولين، ويعزو المهتمون بصناعة المقاولات رفع تكلفة تنفيذ المشروعات بنسبة 13% إلى قرارات وزارة العمل التي رفعت نسبة السعودة في القطاع من 5% إلى 8%، إضافة إلى رفع رواتب السعوديين، وتحمل شركات المقاولات مبلغ 2400 ريال سنوياً عن كل عامل أجنبي كرسوم لرخصة العمل.

وبالعودة إلى الرئيس التنفيذي لشركة بصمة لإدارة العقارات خالد المبيض قال إنه من الأمور المؤثرة والأساسية لسعر التكلفة اليوم سعر الأرض وتكلفة البناء والتنفيذ، موضحا أن المملكة تواجه نقصا في الوحدات السكنية وليس غلاء الأسعار كما يعتقد البعض، وبالتالي الأمور التي تعطل التطوير العقاري سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يكون لها تأثير سلبي على إنجاح خطط حلول أزمة الإسكان، منوها بأن التأثير سيكون إيجابيا على الأسعار بسبب النقص في المعروض خلال الفترة القادمة.