هل تتذكرون ذلك الشاب الذي وقف قبل أشهر في شارع عام، وكان يحمل لوحة تدعو لحضن مجاني؟! البعض تجاهله، والكثير ضحك عليه، بيد أن آخرين تشجعوا في النهاية ومنحوه حضنا مجانيا!

قد تكون تلك الفكرة المبهجة من بنات أفكار صاحبنا، لكن الشاب الأميركي "بليك قريقسبي" Blake Grigsby من لوس أنجلوس كان قد سبقه إلى تلكم الأفكار "المثيرة" منذ سنوات، هذا الشاب النحيل يؤمن أن قدح شرارة إسعاد البشر لا تحتاج سوى مخالفة المألوف، وكسر سقف التوقعات، وأيضا إلى "كاميرا" ليست "خفية"!

لذا عمد "بليك" إلى تسجيل ردة فعل الجمهور التلقائية بعد أن يسألهم تقديم خدمات غريبة، كأن يدعوهم إلى تقبيله بعد أن يزعم أنه بائس وحزين!، أو أن يصرخ من بعيد بكلمات ثناء مبهرة على مظهر أحدهم أو جمال إحداهن، أو حتى حين يدعو الغرباء إلى حضن مجاني، وكل هذا يسجل بكاميرا ظاهرة للعيان، والرائع في الأمر أن ردة فعل الجمهور وبقدر روعتها بقدر ما حققت أرقام مشاهدتها "الشبكية" قفزة هائلة خلال فترة قصيرة.

والحقيقة أن مجرد زيارة قناته على "اليوتيوب" والتمتع بمشاهدة مقاطعه المفرحة؛ سوف تجعلك تشعر بشيء من البهجة والسعادة تسري داخلك، حينما ترى أروع أشكال التفاعل البشري، دون تميز بين أبيض أو أسمر، رجل أو إمراة، صغير أو كبير، الجميع يستغرب في البداية، ولكن ما ليبث ـ خلال ثوان معدودة ـ أن يبتسم بصدق ومودة، ليزداد الجميع جمالا وألقا فيسعد الجميع، وهكذا دواليك حتى تتم مشاهدة عشرة مقاطع دون أن تعلم!

أفكار إسعاد الآخرين من حولك متنوعة وليس لها حدود، وليست بالضرورة أن تكون "جرئية" كما هي "غرائبيات" صديقنا "بليك"، كما أنني هنا لست بموقع يمكنني من أن أقترح عليك شيئا محددا تسعد به من تحب؛ لأنك أنت وحدك القادر على فهم محيط أحبائك، وأنت وحدك قادر على إسعادهم دون تكلف أو "بهرجة"، فالسعادة وإن كانت مشاعر داخلية إلا أنها تتميز بقدرتها العجيبة على الانتشار السريع في أي مكان، مهما كانت الظروف صعبة والأجواء ملبدة.

فقط حاول يا صديقي.. وحتما سوف تسعد "أنت" في النهاية، وسلامتكم.