هي المرة العاشرة إذًا، التي تدك فيها مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، مواقع سورية، وتكتفي دمشق على الدوام، بـ"التهديد" المؤجل، كما هي عادة نظام بشار الأسد، الذي يعمد إلى القول: "سنرد في الوقت المناسب"، الذي لم يحن بعد منذ سنوات.

آخر تلك الاختراقات الإسرائيلية، ما قامت به مقاتلات إسرائيلية البارحة الأولى، إذ عمدت دك 9 مواقع يعتقد أنها عسكرية، على رأسها، ما قالت عنه مصادر "الوطن"، إنه اللواء 90، الذي يترأسه ابن عم الرئيس السوري، اللواء زهير الأسد.

وخلفت الغارات حسب الأنباء المتواترة، قرابة 10 جنود تابعين لقوات الأسد، فيما ألمحت مصادر "الوطن" أن العدد أكبر من ذلك، وأن الهدف من إخفاء الحقيقة، هو خشية نظام دمشق من تأجيج في الشارع "المؤيد" له، الذي مل ممارساته في الداخل، ووعوده بالرد على إسرائيل، منذ عشرات السنين، وهي الوعود التي "لم تتحقق بعد".

وفي المقابل، قالت المصادر لـ"الوطن"، إن قوات نظام بشار الأسد، قصفت 18 موقعا للمعارضة، أو كما يحلو له تسميتهم بـ"المسلحين" تارة، و"الإرهابيين" تارة أخرى، في خطوة تؤكد عدم قدرة النظام واستطاعته مواجهة إسرائيل تحت أي ظرف كان.

لكن المصادر، استدركت وحذرت من عودة الغارات الإسرائيلية مجددا، خلال الأيام القادمة، وقالت في ذات الوقت "من الطبيعي أن يلتزم نظام بشار الأسد الصمت كعادته، على غارات تل أبيب؛ لأنه لا يجرؤ على مواجهتها. هو لا يستطيع إلا مواجهة الشعب السوري الأعزل فقط".

وذكرت بتحليق الطيران الإسرائيلي يوما ما، في سماء دمشق، وفوق القصر الجمهوري، ولم يحرك الأسد وأعوانه ساكنا، واكتفوا بالوعد الدائم: "سنرد في الوقت المناسب".

وكانت الغارات الإسرائيلية، ردا على ما قالت تل أبيب، إنه مقتل شاب إسرائيلي، وجرح مدنيين آخرين، على خلفية هجوم من الجانب السوري، استهدف هضبة الجولان.

ويواجه نظام دمشق، قلقا في الشارع المؤيد له، وما يعرف بشارع "المقاومة"، على خلفية التزامه الصمت، وعدم الرد على الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية، مما يعطي دلالات يراها معارضوه، بأن "المقاومة" لا تتجاوز كونها "شعارا"، تبخر بتحويل البندقية إلى صدر الشعب السوري الجريح.