أنور عبدالله الزهراني


سيقبل شهر رمضان محملا بأنواع المسلسلات الخليجية، فقد تميز هذا الشهر من ناحية إعلامية بمسلسلاته، منذ أن بدأت تزدهر وتتطور تقنية الإعلام المرئي.

بدأت تظهر القصص المرئية "الممثلة" التي تحاكي أحوال المشاهدين وتتلمس قضاياهم؛ ليكون أول بوابة لإظهار حالة المجتمع الخليجي تجاه قضاياه إعلاميا، لم تكن بدايات المسلسل بتلك الكثافة والجودة في التصوير، إذ كان يغلب عليه طابع اللون الأسود والأبيض والصوت المصحوب بشوائب، ومع ذلك فقد نجح نجاحا باهرا في إبراز الهدف من المسلسل!.

مع بداية التطور التقني لإنتاج تلك المسلسلات بأقل نسبة خطأ في التصوير والإخراج؛ مما أسهم في الكثافة من الإنتاج حتى بدأت مكتبات الإنتاج المرئي للقنوات تزخر بالكثير من الدراما المتعددة التوجهات. حتى أصبح هناك ارتواء وتشبع منها، إذ إنها لامست جل القضايا وحققت أهدافها كافة.

منحنى خطر! أو ما أسميها بالانتكاسة في جودة المسلسل، إذ إن ما نلاحظه من طرح لهدف المسلسل بدأ يتجه إلى الركاكة في الأداء والأسلوب والتنطع في الإخراج. مواضيع المسلسلات أصبحت تهتم بأمور أقرب للسخافة؛ لأن تكريس الإنتاج في أعمال درامية عاطفية مليئة بقضايا تخيلية غير موجودة على أرض الواقع تبدو أقرب للسخافة والكثير الكثير من"التغنج" لدى الممثلات، فهذا في حد ذاته يمثل سقطة بحق المسلسل.

يكرس الكاتب جهده ويعصف ذهنه ولا ينتج من ذلك سوى "كفى، طلقني، أنتِ طالق، تطلقني، تحبني" هذه الكلمات أصبحت متلازمة الدراما الخليجية الحديثة خاصة بالإنتاج الكويتي، وقد خصصت على الإنتاج الكويتي؛ لأن منبع الفن المرئي والإنتاج الفني الكثيف صادر من شركات الإنتاج الكويتية، التي هي بمنزلة المحرك والمؤثر على بقية شركات الإنتاج في الخليج.

المشاهد يُصاب بالاشمئزاز عندما يشاهد مسلسلا مليئا بـ"دلع" عالي الحموضة لدى الفتيات الممثلات، ويزيد الاشمئزاز عندما يكون هدف المسلسل هو حكاية قصة فيها الكثير من المبالغة في السيناريو وإظهار المشاعر سواء الحزينة أو السارة.

يرتكز نجاح أي مسلسل على "الكاتب"، فما نراه من مشاهد مكررة ومملة لهو نتائج تخبرنا عن مدى فشل الكاتب، وجفاف منابع الأفكار لديه، مما يجعله يساير من خلفه في الكتابة؛ لذلك تجد مشاهد متكررة في كل مسلسل، فالكاتب الناجح هو الذي يساير رغبات أغلب الجمهور، ويحاول أن يلفت انتباهم لتسلسل الأحداث في القصة، وألا يبالغ كثيرا في عواقب قضية ما.

يفكر بفكرة جديدة للبداية وللنهاية، خالية من المشاعر التي فيها مبالغة في إظهارها، مما يسبب تضجرا لدى المشاهد.