مسفر الشمراني
هل من الضروري والحتمي ألا نحاول إصلاح ما دمره إهمالنا إلا عندما نصحو على واقع الانتقادات التي تأتي من وراء الحدود؟ وكأن عين الناقد المحلي لا تبصر أو تبالغ في نقدها متشائمة لا يعجبها العجب، ولا تطرب لزامر الحي الذي طالما تفانى في تشنيف أسماع أهله وأقربائه؟
سنون مضت ومرت، وما تزال محطات الطرق السريعة تئن من شتى أنواع الإهمال، الذي جعل السفر برا قطعة من عذابات أيام السفر على المطايا.
واكب تلك السنون انتقادات بلغت عنان المناشدة والتشكي في أحيان كثيرة من الداخل. وصلت توابع هذا الانتقاد إلى التهكم والسخرية من بعض مَن مر على تلك المحطات من دول الخليج العربي؛ حتى إن أحدهم قال مستظرفا: "محطات تجاوزتها قاطرات الحضارة"، وأحسب أن صدى هذا الانتقاد هو من أسمع وزارة الشؤون البلدية والقروية؛ لتقرر التحرك والعمل من أجل ترميم ذلك الثغر المشوه، من خلال ترسية مشاريع إدارة وتشغيل وصيانة محطات الوقود ومراكز الخدمة على الطرق الإقليمية لثلاث شركات، منها اثنتان محليتان، والثالثة من الإمارات الشقيقة.
واللافت للنظر أن لإحدى هاتين الشركتين المحليتين محطات للوقود في بعض الطرق، ولا تتميز بالكثير من المميزات عن أخواتها التعيسات، التي يتملكها أفراد على نفس الطرق.
هل ستكون تركة نسيان تلك المحطات الحالية ثقيلة على تلك الشركات، أم سيكون لها رأي آخر بعد أن تداعت على هذه المناقصة "كما تتداعى الأكلة على قصعتها"، أم أن التنافس سيكون له كلمة الفصل ويقطع دابر ظنون المتشائمين أمثالي؟.