يدور مصطلحا "بلاد الحرمين" و"جزيرة العرب" على ألسنة الكثيرين بحسن نية حينا، وبسوء نية أحيانا، للقفز حول التسمية الرسمية لبلادنا "المملكة العربية السعودية".

ويدور المصطلح غالبا على ألسنة أهل الإسلام السياسي من قاعدة وسلفية وإخوانية ومعهم بلهاء لا يعلمون.

الحقيقة أن "بلاد الحرمين" هي مكة والمدينة فقط، وإطلاقه على بلادنا كلها إنما هو مثل إطلاق "بلد الأهرامات" على مصر كلها، بينما الأهرامات في محافظة الجيزة وحدها.

وحين يطلق الحركيون، في الداخل والخارج، على بلادنا اسم "بلاد الحرمين" فهم يقصدون تجاوز التسمية الرسمية من ناحية، ومن ناحية أخرى يريدون تكبيل السعودية بالحمولات الدينية والثقافية التي يؤمنون بها ويتوخون شحن عقل السامع بها من خلال دالة "الحرمين". وللأسف فإن بعض دعاتنا ومسؤولينا يستخدم المصطلح بنوع من التباهي وإظهار التدين أو خدمة التدين أو إظهار تميزنا عن بقية خلق الله.

مصطلح جزيرة العرب؛ الغاية منه تجاوز الكيانات الوطنية التي تضمها جزيرة العرب.

فتلك "داعش" تحدد ولاياتها في العالم ومنها ولايات في "جزيرة العرب"! وقبلها "القاعدة" لها تنظيم خاص بـ"جزيرة العرب"! وربما أن جولة خلافة "بوكو حرام" قد عينت واليها في "جزيرة العرب"! ونحن لا نعلم. لكننا نعلم أن فكرة تحريم التعليم النظامي ليست جديدة على "جزيرة العرب" وتبناها بعض المتشددين، بحجة أن التعليم النظامي ليس من الإسلام! وإما لأن المدارس والجامعات تخالف الإسلام في مناهجها.

كل هذه الحركات ليست دينية بل سياسية، وتمارس معارضتها بالقول والفعل والسلاح، وتستخدم مصطلحاتها لخدمة سياستها، ولا يمكنها أن تستغني عن تسميات مثل "جزيرة العرب.. بلاد الحرمين" لأنها لو استخدمت الاسم الرسمي "السعودية" لانهارت فكرتها كلها، ولما وجدت سببا لممارسة دعواتها وبناء تنظيماتها.

المأمول أن يلتزم التعليم والإعلام والدعاة والوعاظ الوطنيون بترسيخ اسم الوطن في عقول أبنائه وأجياله، وقطع الطريق على الماكرين الضارين وعلى البلهاء المغفلين.