"لا لكل من (التجسس، التطرف، الغلو، التسلط، الإيذاء، المطاردة)"، بهذه اللاءات الست، حدد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، المحظورات الواجب تجنبها من قبل العناصر الميدانية التابعة لهيئات المملكة، فيما لم يفت التنويه بمستوى الانضباطية التي باتت أمرا ملحوظا في الأداء الميداني.

آل الشيخ أطلق تلك التحذيرات، خلال الزيارة التي قام بها أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله، إلى الرئاسة أمس، وبحضور عدد من كبار المسؤولين في الدولة.

وألمح رئيس الهيئات بشكل جلي إلى انتفاء كل المنغصات التي كان يواجهها من معارضي الخطوات الإصلاحية، التي بدأها منذ توليه كرسي الرئاسة. وكشف عن بعض الأرقام المفزعة حيال جرائم الابتزاز والشعوذة والمسكرات والمخدرات والشذوذ الجنسي التي تم ضبطها مؤخرا. فيما ذكر أن الجهات الأمنية حجبت ما يربو على 24 ألف موقع إلكتروني بناء على رصد الهيئة.

يأتي ذلك، فيما توعد تركي بن عبدالله المتجرئين على النساء في الأسواق بـ"العقاب".

 




أطلق الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أمس، 6 لاءات، عدها من المحظورات فعلها على العناصر الميدانيين؛ وهي: "التجسس، التطرف، الغلو، التسلط، الإيذاء، المطاردة"، وقال "لا" لكل منها، في وقت شدد فيه على الانضباطية التامة، التي باتت أمرا ملحوظا على الأداء الميداني.

وفي كلمته التي ألقاها خلال زيارة أمير منطقة الرياض

تركي بن عبدالله، لمقر الرئاسة العامة أمس، ألمح آل الشيخ بشكل جلي عن انتفاء كل المنغصات التي كانت تواجهه منذ توليه رئاسة الأمر بالمعروف من بعض الأشخاص من داخل الجهاز، الممانعين للتوجهات الجديدة.

واتضح ذلك بقوله: "الرئاسة بجميع منسوبيها تنتظم في سلك واحد لأداء هذه الشعيرة، وتطبيق الأنظمة والتعليمات على الجميع دون استثناء، وجميع العاملين يؤدون عملهم وفق ما يرضي الله، ويلبي تطلعات الملك الصالح والإمام العادل عبدالله بن عبدالعزيز، في أن تقام هذه الشعيرة وفق ما يحقق المصلحة العامة".

وأكد آل الشيخ على التوجيهات المستمرة المبلغة للعاملين في الميدان، بضرورة ألا يتم الإساءة لأي مواطن بغير حق، وأن تستخدم الحكمة واللين واللطف والرقة مع الناس، بحيث لا يؤذى أحد ولا يتهم أحد ولا تصعد الأمور، ولا تمارس ممارسة خاطئة للوصول إلى إدانة الناس.

وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن آل الشيخ بدا متوقعا حدوث بعض الأخطاء، وقال: "الأخطاء واردة ونحن نتوقعها كل يوم.. ولكننا نعالجها في حينه".

وكشف الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، عن أرقام "مفزعة" فيما يخص الضبطيات والبلاغات المتصلة بالابتزاز والسحر والشعوذة.

وعلى الرغم من حداثة الوحدة الخاصة التي أنشئت داخل رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للنظر في قضايا الابتزاز، إلا أن عدد البلاغات التي تلقتها خلال شهرين فقط، وصل إلى نحو 729 بلاغا، طبقا لرئيس الهيئات، فيما أكد أنه تم معالجة 120 قضية في مدينة الرياض وحدها.

ووصف الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جرائم الابتزاز بأنها تشكل "هاجسا" لجهازه، مما يعانيه المجتمع من كثرة الممارسات الإجرامية الخاطئة لأصحاب النفوس المريضة، الذين يقومون باستغلال النساء وابتزازهن واسترقاطهن، على حد تعبيره.

وفيما ذكر أن بعض أشكال الابتزاز قد يدخل مرتكبها في حكم "جرائم الحرابة"، شدد آل الشيخ على أهمية أن يكون هناك إجراء حازم وسريع على المستوى التشريعي، فيما حذر من مغبة تطور هذا النوع من الجرائم إلى أحداث قد لا ترقى إلى أن تكون في بلد مثل المملكة العربية السعودية ينعم بالأمن والاستقرار.

ولم يفت رئيس الهيئات أن يلقي بشيء من اللوم في هذا الإطار على أرباب الأسر، الذين أصابهم نوع من التفريط في متابعة أسرهم ممن ترك الحبل على الغارب، الأمر الذي استغلته "الذئاب البشرية" على حد وصفه.

ومن الجرائم التي باشرتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال الأشهر القليلة الماضية الشذوذ الجنسي. وطبقا لفيلم وثائقي عرض أمس في مقر الرئاسة، فإن عدد قضايا الشذوذ المضبوطة 762 حالة.

رئاسة الأمر بالمعروف، التي يرتبط بها 12 فرعا، و129 هيئة، و345 مركزا، قررت مؤخرا افتتاح وحدة خاصة بمكافحة السحر والشعوذة، وقال آل الشيخ إن عدد القضايا المضبوطة في مثل هذا النوع من الجرائم بلغ 51 قضية، فيما استقبلت الوحدة الخاصة نحو 586 بلاغا، بينما أتلف المختصون نحو 2221 عملا سحريا.

ويبرز ضمن أهم الملفات التي تضطلع بها رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الملف الخاص بمكافحة الجرائم المعلوماتية، وعن ذلك قال آل الشيخ: إن الجهات الأمنية قامت بحجب 24508 مواقع إلكترونية بناء على ما رصدته هيئة الأمر بالمعروف من مخالفات شرعية تراوحت بين الأخلاقية والعقدية.

وخلال العام الماضي، بلغ عدد قضايا المسكرات التي باشرتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 2607 قضايا، فيما تم ضبط 750 مصنعا للخمور في المنطقة الجنوبية وحدها، فضلا عن الخمور المستوردة التي كان آخرها الكمية التي تم ضبطها في مدينة جدة، وتبلغ قيمتها 15 مليون ريال، بضاف إلى كل ذلك 355 قضية مخدرات تعاملت معها فرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأشاد آل الشيخ بالمجهودات التي يقوم بها أمير منطقة الرياض؛ لمتابعة والاطمئنان على سير العمل بشكل دائم في هيئة الأمر بالمعروف، فيما لم يفته التنويه بجهود القيادة التي أرست هذه الشعيرة ونظمتها ودعمتها بالمال والبشر؛ ليكون للمملكة السبق في التاريخ الإسلامي كأول دولة تربط أداء هذه الشعيرة بولي الأمر وقال: "لن يعاقبنا الله وفينا ملك صالح يأمر بالعدل والإحسان.. وعائلات تقطع سفرها لتقيم الصلاة".


.. وأمير الرياض يتوعد المتجرئين على النساء

الرياض: عبدالله الطليحان

توعد أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله، المتجرئين على النساء في الأسواق بـ"العقاب"، وذلك في أعقاب قرار السماح للشباب بدخول المراكز التجارية الذي اتخذه أمير المنطقة الراحل سطام بن عبدالعزيز.

وقال الأمير تركي بن عبدالله في كلمته التي ألقاها خلال زيارته رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، "نحن نقدر حاجة الشباب إلى دخول الأسواق، ولكن الذي لا يلتزم بالنظام سيكون له العقاب.. نحن لا نرضى لأحد أن يتجرأ على النساء.. والمجتمع فيه وعي كاف ولكننا نطمح للمزيد".

ولم يفت الأمير الشاب، أن ينوه بدعم القيادة السياسية لتطبيق شعيرة الأمـر بالمعـروف والنهي عن المنكر في إطار تطبيق الشرع الذي تقوم عليه المملكة، والذي اعتبره القاعدة الأساسية للحكم فيها. وأعرب الأمير تركي بن عبدالله عن فخره بما وصل إليه جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشددا على أهمية التعاون بين الأجهزة الحكومية الذي اعتبره مطلبا أساسيا لخدمة المواطن، والذي عده هو الآخر شريكا للجهات الخدمية في هذه الأمانة.

ورأى أمير منطقة الرياض أن وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "مفخرة" ليس للمملكة فحسب؛ بل للعالم الإسلامي، حيث التسامح والفكر النير. وقال "العقاب ليس هو الغاية بل التصحيح والتهذيب". وختم بالقول "المغريات كثيرة في عالمنا الآن.. الغزو كبير على هذا البلـد ودينه وعقيدته.. ولكن برجاله ومواطنيه سيكون الدافع الأول والحصن الحصين .. ونحن كأجهزة حكومية نقف خلفهم بكل أنظمة تشرع وتقنن وتجسد هذا الدفاع".