جدد العالم اللبناني علي الأمين رفضه مشاركة حزب الله في الأزمة الدائرة في العراق أو سورية أو أي دولة أخرى، قائلاً: "إن حزب الله هو حزب لبناني وعليه أن يعود إلى مرجعيته السياسية وهي الدولة اللبنانية التي أعلنت مراراً أنها تنأى بنفسها عما يجري في المنطقة من أحداث، لذلك فإن تدخله وغيره من اللبنانيين في شؤون الدول الأخرى مرفوض"، مؤكداً أن تورط الحزب في سورية كان من العوامل التي أدت لتأجيج الاحتقان الطائفي والمذهبي في المنطقة.


في سياقٍ أمني، أوقفت مخابرات الجيش اللبناني أمس في مدينة بعلبك بالبقاع مجموعة من 5 أشخاص كانت تحضر لعمل إرهابي، وتم تحويلهم إلى القضاء المختص حيث بدأت التحقيقات معهم، وعلم أن أحد الموقوفين شقيق الانتحاري الذي فجر نفسه الجمعة الماضية على حاجز ضهر البيدر.


إلى ذلك، يبذل المسؤولون اللبنانيون قصارى جهدهم من أجل إعادة أجواء الاطمئنان للسياح وعدم إثارة مخاوفهم، مما يمكن أن يؤدي إلى إفشال الموسم السياحي الذي ينتظر أن يكون جيداً خلال فترة عيد الفطر، لاسيما وأن كثيراً من الفنادق شهدت إجراء عمليات حجز كبيرة، كما تردد أن الدول الخليجية بصدد رفع حظر سفر رعاياها للبنان، إلا أن الدعوة التي وجهتها دولة الإمارات أمس لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان، والطلب من مواطنيها الموجودين هناك المغادرة فوراً، أثارت قلق المسؤولين. وأوضح وزير السياحة ميشال فرعون، أن الحكومة استطاعت أن تعطي أملاً بالثقة وبالسياحة في لبنان، وجرى تأليف الحكومة وإنجاز الخطة الأمنية التي حققت نجاحاً ملفتاً.





في غضون ذلك، طالبت كتلة المستقبل الحكومة اللبنانية بالتدخل لوقف التجاوزات التي يرتكبها "حزب الله" بحق الأهالي من سكان القرى، خصوصاً في بلدات الطفيل ومشاريع القاع، وقال عضو الكتلة النائب معين المرعبي في تصريحات صحفية: "إنه لا يمكن التهاون والسكون عما يقوم به الحزب من سياسة تهجير السكان في تلك المناطق وإجبارهم على المغادرة، بواسطة التهديد، ومثل هذه الممارسات الطائفية التي تهدف لتغيير طبيعة المكان وديموغرافيته ستكون لها تداعيات خطيرة في المستقبل". وأضاف: "الاستقواء بالسلاح على المواطنين، من دون أن تتدخل القوى العسكرية لحمايتهم، سيؤدي إلى حدوث إشكالات وإفشال الدولة".


وكان الناشط السياسي في البلدة عمر منير قد تحدث إلى "الوطن"، مشيراً إلى أن بعض أتباع "حزب الله" يهددون المدنيين ويرغمونهم على المغادرة، وقال: "اضطر كثير من أهالي البلدة إلى مغادرتها، خصوصاً الفقراء والضعفاء، حيث يتعرضون لاعتداءات متكررة، وتتخذ هذه الاعتداءات الكثير من الأشكال والصور، فتارة يعتدي البعض على أطفالهم، وقد يتطور ليصل مرحلة اغتصاب بناتهم، أو قذف الحجارة بالليل على بيوتهم دون أن يتم معرفة الفاعل، وكلها وسائل للضغط النفسي الذي يراد من ورائه هدف واحد هو دفعهم للمغادرة. والمحظوظون منهم يوافقون على بيع منازلهم لأتباع الحزب بأسعار زهيدة، إلا أنهم يبقون أفضل حالاً من غيرهم الذين يضطرون للمغادرة دون أن يحصلوا على أي مقابل مادي".