بعد نحو 4 سنوات على اندلاع الأزمة السورية، بدا الموقفان السعودي والروسي أمس أكثر تقاربا من أي وقت مضى، وذلك في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير خارجية موسكو سيرجي لافروف إلى جدة، والتقائه كبار المسؤولين السعوديين.
وبعد مباحثات عقدها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ونظيره الروسي، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية "إن زيارة لافروف تأتي في أعقاب زيارة الفيصل لموسكو وتسليمه رسالة من الملك عبدالله للرئيس فلاديمير بوتين، وما تضمنته من الاتفاق على العمل معا لتنفيذ اتفاق "جنيف1" لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة بسورية".
استقبل وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أمس، في جدة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، وعقد الجانبان جلسة مباحثات مطولة ومعمقة تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في العديد من المجالات، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وصرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عقب اللقاء، بأن زيارة وزير خارجية روسـيا للمملكة تأتي في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمير سعود الفيصل لروسيا، ونقله رسالة من خـادم الحرمـين الشريفين المـلك عبدالله بن عبدالعزيز، لفخامـة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن تطوير العلاقات بين البلدين، والاتفاق على العمل مـعا في إطار الجهـود القائمة لتنفيذ اتفاق "جنيف1" الـرامي لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في سورية، وبـما يحفظ استقلالهـا وسيادتها ووحدتها الوطنية والترابية، مع أهمية توجيه الجهود نحو محاربة التنظيمات الإرهابية التي استغلت الأزمة السورية ووجدت لها ملاذا آمنا على أراضيها، وكذلك العمل على القضاء على كافة المسببات التي شجعت على دخول هذه التنظيمات الإرهابية الأراضي السورية.
وأشار المصدر المسؤول إلى أن اللقاء تناول أيضا تدهور الأوضاع في العراق وتأثيراته على المنطقة، والاتفاق على أهمية تركيز الجهود في المرحلة الحالية على ضمان أمن العراق وسلامتـه الإقليمية وتحقيق وحدته الوطنية بين كافة مكونات الشعب العراقي وبما يضمن المساواة فيما بينهم في الحقوق والواجبات على حد سواء.
وأضاف: أن المملكة أكدت من جانبها على أن تحقيق هذا الهدف يستلزم الشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكافة أبناء الشعب العراقي بمختلف فئاتهم دون أي تمييز أو إقصاء عنصـري أو طائفي، مع التأكيد على أن أي تدخل خارجي في هذه المرحلة من شأنه تكريس الأزمة، وتعميق الاحتقان الطائفي السائد بها نتيجة لحالة الإقصاء المذهبي التي يعيشها، مع ضرورة العمل على إزالة كافة مسببات هذا الاحتقان الطائفي.
حضر المقابلة والمباحثات نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ووكيل الوزارة للعلاقات الثنائية الدكتور خالد بن إبراهيم الجندان، ووكيل الوزارة لشؤون المعلومات والتقنية الأمير محمد بن سعود بن خالد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا علي جعفر، ورئيس الإدارة الإعلامية السفير أسامة بن أحمد نقلي.