أصدرت منظمات مدنية يمنية، بياناً وصفت فيه الوضع الإنساني في عمران بأنه "كارثي"، داعية إلى سرعة إيقاف الحرب وبسط نفوذ الدولة، وعدم السماح للجماعة المسلحة بانتهاك حقوق المدنيين.

وتظاهر يوم أمس المئات من المواطنين أمام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي في العاصمة صنعاء احتجاجاً على الحصار والحرب التي تدور في عمران، مشيرين إلى أن المحافظة تعاني من حصار خانق، حيث يعاني نحو ربع مليون شخص وضعاً إنسانياً صعباً.

يأتي ذلك فيما شهدت مناطق مختلفة من محافظة عمران، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء يوم أمس، اشتباكات متقطعة بين مسلحي جماعة الحوثي وقوات الجيش المدعومة برجال القبائل، وكانت أكثر المواجهات عنفاً تلك التي وقعت في كل من جبال المحشاش والجنات على المحيط الشمالي الغربي لمدينة عمران، بالإضافة إلى نقطتي الضبر والورك.

وأشارت مصادر محلية إلى أن المواجهات بين الجانبين امتدت إلى محيط جبل "ضين" الاستراتيجي بمنطقة عيال سريح، في وقت نفذ فيه الجيش هجوماً على تجمع للحوثيين في بيت بادي.

وجرت الاشتباكات على الرغم من نداء وجهته منظمات سياسية ودينية إلى الأطراف المتقاتلة في عمران، بعد أشهر من العنف أدى إلى حرمان المحافظة من الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء وقطع الطريق الذي يربط المحافظة بالعاصمة صنعاء، كما شهدت المناطق الملتهبة من جراء الصراع نزوحاً لعشرات الآلاف من المواطنين هرباً من جحيم الحرب التي أتت على منازل ومحلات تجارية ومزارع وغيرها.

وكانت العاصمة صنعاء شهدت في وقت متأخر من ليلة أمس الأول، مواجهات عنيفة بين قوات من الأمن وحراسات تابعة لجماعة الحوثيين، عندما داهمت قوات من الأمن منطقة الجراف الغربي بالعاصمة صنعاء بعد دوي انفجار في الحي ناتج عن عبوة ناسفة استهدفت بيت القاضي محمد عبدالرحمن المتوكل.

وذكرت مصادر أمنية، أنه تم اعتقال إثنين من الحراسة التابعة للمكتب السياسي للجماعة، فيما نصب الحوثيون كميناً للجنود واحتجزوا عدداً منهم، مما شكل صدمة للمواطنين الذين باتوا يخشون انتقال الصراع من الريف إلى العاصمة.

في غضون ذلك، كشف المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، أنه قدم تقريراً إلى مجلس الأمن أول من أمس تناول تطورات الوضع في مناطق شمال اليمن، حيث أشار في إفادته إلى أن الحوثيين يتقاتلون مع مجموعات مسلحة أخرى لم يحددها، لكنها تشير إلى رجال القبائل المؤيدين لحزب التجمع اليمني للإصلاح.

وأضاف: "أحطت المجلس بالتطورات الأخيرة، تحديداً الاشتباكات ومحاولات وقف إطلاق النار في عمران، كما أبلغت المجلس بالحاجة إلى مسار سياسي في الشمال يجعل الهدنة الحالية مستدامة، ويضع خطة سلام عبر مفاوضات مباشرة مبنية على مخرجات "مؤتمر الحوار الوطني". واعتبر أن وثيقة الحوار الوطني تدعو إلى "نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد التي نهبت أو تم الاستيلاء عليها وهي ملك للدولة على المستوى الوطني وفي وقت زمني محدد وموحد".