عُرف عن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أنه شخص خجول يخشى التحدث إلى الصحافة، لكنه أضحى القائد المطلق لمنتخب بلاده في كأس العالم الحالية، وبدا تأثيره كبيرا في كل حركة يقوم بها "البيسيليستي".
ويدرك ميسي الذي سيبلغ الـ27 من عمره في 24 يونيو الحالي، أن المونديال الحالي هي بطولته الخاصة، ولا يريد أن يفوت الفرصة بسبب عدم إصرار زملائه أو اعتماد التكتيك الخطأ.
وهذا ما حاول إيصاله إلى مدرب المنتخب "أليخاندرو سابيلا" بعد الفوز الصعب على البوسنة2/1 في أول مباراة لفريقه الأحد الماضي في ريو دي جانيرو، حينما وجه رساله له خلال المؤتمر الصحافي قائلا: "إذا أراد أن يتخذ احتياطاته، يتعين عليه إشراك فريقا هجوميا لكي يشعر بالراحة، فنحن منتخب الأرجنتين ويتعين علينا أن نلعب بطريقة جيدة بغض النظر عن هوية المنتخب المنافس".
لم يكن ابن روزاريو ليطلق هذا التصريح في مونديال جنوب أفريقيا، عندما كان دييجو مارادونا يشرف على المنتخب، لأنه لم يكن قائدا للفريق ولأنه كان محاطا بشخصيات قوية.
ولم يكن ليجرؤ أيضا على الإفصاح عن رأيه بصراحة أيضا في كأس العالم ألمانيا 2006، لأنه كان في الـ19 من عمره وليس النجم الأول ويلعب احتياطيا معظم المباريات.
وعن دوره الجديد على أرضية الملعب قال ميسي: "مر وقت طويل وقد كبرت وأصبحت أكثر نضجا على أرض الملعب وخارجه". وتابع: "أجد نفسي في مجموعة تضم العديد من أصدقائي، وأشعر بالراحة وهذا يرتد إيجابا على مستواي داخل الملعب وخارجه".
وتماما كما فعل "بيب جوارديولا" عندما كان مدربا لبرشلونة عندما منح ميسي حرية التحرك في مختلف أرجاء الملعب، فعل سابيلا منذ أن استلم منصبه عام 2011.
الخطوة الأولى التي قام بها هي منحه شارة القائد، بعد أن تحدث في الموضوع مع القائد السابق "ماسكيرانو" وحاول إيجاد أجواء يشعر فيها بأن نجمه الكبير مرتاح.
من مؤشرات هذه الأجواء الإيجابية، الدعم الكبير الذي يحظى به ميسي من زملائه في كل مناسبة.
ورد ميسي على الدعم المطلق من خلال امتصاص جميع الضغوطات، فهو أول من يدخل أرض الملعب، لا يتردد في مواجهة الصحافة ويتحمل مسؤولياته خلال المباريات كما فعل عندما سجل في مرمى البوسنة.
كونه يدرك تماما أنه يحصل على ثقة مدربه وزملائه الذين يعتبرونه الورقة الرابحة، ومن دونه فإن الفوز باللقب مستحيل، فإن ميسي بدوره يطالب المدرب بألا يلجأ إلى اختيارات تكتيكية لا يمكن أن توصل إلى الهدف المنشود.
وهذا ما قام به بعد انتهاء المباراة ضد البوسنة والتي شهدت تقديم المنتخب الأميركي الجنوبي عرضا مخيبا للآمال في الشوط الأول، قبل أن يعتمد أسلوبا أكثر هجومية في الثاني ويخرج فائزا، وقال ميسي بعد المباراة: "ما نحتاج إليه هو معرفة أي أسلوب سنعتمد".
لا يريد ميسي أن يتكرر سيناريو عام 2010 عندما مُني فريقه بهزيمة ثقيلة أمام ألمانيا 0-4 عندما أظهر سذاجة تكتيكية كبيرة وحيث فشل ميسي في فرض نفسه في المباراة قبل أن يخرج من الملعب باكيا.