طرق الباب وفتحه ودخل خطفا، "لي لي"، فيلم تخرج قصير لم تمنعه الإمكانات المتقشفة من فرض سطوة، خطوة أولى عبقرية لم تُسئ خفّتها إلى فخامتها، خطا بعدها خطوات ثلاث، ولكن: شيء ما في مروان حامد يصمّ أذنيه عن نداء! خطوته الأولى تلاحق ما تلاها باستصغار حزين: الملاحقات الحزينة ما إن تُهمل حتى تنقلب إلى شماتة! مروان حامد يحقق اليوم ـ ولمرة ثالثة ـ نجاحا جماهيريا، لكنه يعبث في آمال تعقدها عليه مسيرته التي لم تتشكل بعد. "لي لي" نبّه إلى عبقرية ووعد بها، و"يعقوبيان" كشف عن قدرات استحقت لجمالها غض الطرف عن تنازلات فنية: كان فيلم رأي ولم يكن فيلم رؤية، انتصر فيه السيناريست الوالد على المخرج الولد رغم العرض الطيب، هل أحس بذلك فهرب إلى رؤية دون رأي؟ لا معنى لـ"إبراهيم الأبيض" ما لم يكن هروبا من جلباب أبيه، تمت التسوية يا ولد فهات ما عندك، سكتنا له فدخل بفيله الأزرق، أطيب ما فيه قدرات مخرجه المذهلة على بث اللقطة طاقاتها الكامنة، وأسوأ ما فيه أن لا شيء في هذه الطاقات، ما أجدر الشراع بالرحلة وما أعجز البوصلة!
أيها الموهوب أين الهبوب؟! هذا ما يمكن لك سماعه فيما لو مررت بقبر رضوان الكاشف مثلا! لا تخرج من جلباب أبيك لتلبس جلباب شريف عرفة!