في وقت يتواصل عرض "كرنفال" الكرة على أرض البرازيل، كشف المونديال مبكرا عن لحظات ستبقى محفورة في الأذهان لأعوام طويلة.. مشاهد متألقة، أهداف رائعة، فواصل مهارية وأحداث عديدة ستظل مادة لنقاش وجدل بين ملايين من محبي الكرة حول العالم. صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، وعبر تقرير لمحررها "روب درابير"، ألقت الضوء على 8 أحداث استولت على قلوب الجميع، واثنين لم ترق لأحد في مونديال "السامبا" حتى الآن.

كرة قدم "نقية"

بالعودة للوراء، لم تفرز الجولة الأولى بأكملها في مونديال 2010 سوى 25 هدفا، وحتى الآن في البرازيل تمتعنا بـ49 هدفا في جولة افتتاحية مدهشة، وربما يكون المدرب الفرنسي "آرسين فينجر" على حق عندما قال: إن المونديال فنيا يأتي خلف "الشامبيونز ليج"، بيد أن ماشاهدناه في البرازيل "كرة قدم نقية"، وهذه الحقيقة "السارة" ربما تصيب بعض من هم في العشرينات من العمر بالارتباك، وكل ماعليهم التوجه للـ"يوتيوب" ومشاهدة كيف كانت الكرة تُلعب في مونديال إيطاليا 90، ويكفي أن مجموعة إنجلترا في تلك النسخة لم تسجل مبارياتها الـ6 سوى 7 أهداف.

تحول تكتيكي مذهل

كانت الجوانب التكتيكية في كرة القدم دفاعية عقيمة ضاعفت من تعقيدات اللعبة، ولكن في هذا المونديال نشطت الكرة الهجومية وبلغت كثافة عالية وحتى تلك المنتخبات التي تعتمد الهجوم المرتد نفذته بخطى سريعة وحيوية، ويمكن أن نعيد الفضل في هذا إلى فرق مثل "برشلونة" بأسلوب لعبه المتمثل في التمريرات الأنيقة والضغط على الخصم، ولـ"بروسيا دروتموند" بنهجه الهجومي المباشر والمتواصـل.

أكثر من "ريو"

لماذا لايذكر معظم الناس حينما يفكرون في البرازيل سوى"ريو دي جانيرو"، فالمناظر الطبيعية في هذا البلد رائعة والشواطئ خلابة وحتى الجبال لا تخلو من الروعة، وهذه البطولة تشعرك بأنك في أرض كرة القدم، والقدوم إلى البرازيل لمشاهدة كرة القدم أمر مختلف وأجواؤه ساحرة كليا، تكتشف معه أننا نلعب كرة القدم بالأبيض والأسود وهم يلعبونها بالألوان.

الإنجليز ينضمون للحفل

جزء من كأس العالم كروي والجزء الآخر "احتفالي"، وحينما يكون الثاني حاضراً كانت إنجلترا دائماً تلعب دور "الضيف العابس" الرافض للانضمام، والأسوأ أن الجميع كان يسخر من أسلوب كرتها المملة، ولكن ليلة السبت الماضية عندما واجهوا إيطاليا ورغم خسارتهم، استمتع الجميع من أنحاء العالم ومن بينهم المعلقين البرازيليين بأحد أجمل اللقاءات وبمهارات "رحيم ستيرلينج" و"ستوريدج".

سقوط ونهاية حقبة

كأس العالم لاتنتظر أحدا، وقلة ممن يحبون الكرة سيستمتعون بالسقوط الكارثي للأسبان، وكرة القدم تسير بسرعة لاهوادة فيها وحينما يتجمع كل العالم في موقع واحد لن يكون مفاجئا أن تعلن مباراة واحدة في كأس العالم عن نهاية حقبة، ربما لم يمت بعد أسلوب "تيكي – تاكا" الذي أمتعنا به الإسبان طويلا لكن الأكيد أن مسيرة أساطير مونديالية مثل "كاسياس"، "تشافي" و"تشافي ألونسو" تبدو على مشارف النهاية.

جزء من اللعبة

"لم يحتفل اللاعبون بطريقة مفاجئة حينما يسجلون؟ الأهداف هي السبب الذي تم توظيفهم لعمله"، هكذا قال النجم الإنجليزي السابق "داني بلانشفلاور" ذات مناسبة في السبعينات، والآن نحن في حقبة مختلفة بات فيها الاحتفال بتسجيل هدف جزء من اللعبة، كمصيدة التسلل، وكأس العالم بثقافات المشاركين فيها المختلفة، دائما ما تقدم لنا الجديد، وبالتأكيد لن يماثل أحد البهجة الكولومبية المطلقة بهدف "بابلو أرميرو" التي تضمنت مشاركة 10 لاعبين وبدا وكأنها تنطوي على درجة كبيرة من الإعداد الدقيق.

"فاتح شهية"

الكثير ينتظرون أن يكون هذا المونديال بمثابة المسرح لتتويج "ميسي" كأعظم لاعبي العالم، نعم كانت البداية الأرجنتينية أقل من المتوقع، وبالكاد جاء الفوز "البائس" على البوسنة، لكن تلك الانتفاضة القصيرة لقائدها "ميسي" التي أربكت الدفاع البوسني تماما قبل أن يضرب ضربته الموجعة وجه معها إخطارا بما ينتظرنا من هذا النجم، وكفاتح شهية، لابأس بهذا في الوقت الراهن.

الطاولة "المقلوبة"

خلال مواجهتها الودية بإنجلترا قبل المونديال، أرسلت هندوراس مبكرا ملاحظة بأن هناك أماكن في العالم لاتزال الكرة تلعب فيها كما كانت عام 1972، بيد أن أنظار الجميع تتوجه نحو الأورجواي إذا كان الحديث عن "الوحشية" الحقيقية لكرة القدم، وعندما التقت هندوراس بالأورجواي توقع الجميع "معركة" على أرض الملعب، ولكن ماحدث كان أمر آخر. "جويل كامبل" قدم بمفرده كل ما لا يمكن توقعه من هذا الفريق، وكان انتصارا مبهجا على كل الأصعدة، ليتساءل الجميع: كيف ستكون كأس العالم دون "حصان أسود" يقلب الطاولة في وجه التوقعات؟


"أضحوكة" كرة القدم

لنتحول الآن إلى الجانب "المزعج" في هذا المونديال، فمن ركلة جزاء خيالية للبرازيلي "فريد" وهدف شرعي مُلغى للمكسيكي "دوس سانتوس" إلى بطاقة حمراء غائبة للهندوراسي "بلاسيوس"، يبدو أن البعض يصر على أن يجعل من كرة القدم "أضحوكة"، عندما يستطيع العالم بأسره وخلال ثوان مشاهدة القرارات التحكيمية الخاطئة، لماذا لايملك الشخص الوحيد المهم في هذا الجانب الحق في رؤية إعادة تلفزيوينة؟ هذا الهراء يجب أن يتوقف، وكل مانطلبه هو القرار الصحيح حتى تسود العدالة، وتحظى كرواتيا الشجاعة بتعادلها المسلوب أمام البرازيل.

ثمن "أمازونيا أرينا"

ليس ملعب"أمازونيا أرينا" وحده المتورط حالياً في تحقيقات فساد ولكن كل الملاعب التي شيدت لهذا المونديال وكلفت بلايين الجنيهات الإسترلينية في بلد يقلب بعض سكانه نفايات القمامة بحثاً عن طعام، ومهما استمتعنا بكرة القدم وجمال الطبيعة، فالواقع يؤكد أن البرازيل وكما تدار حاليا، لاتستحق كأس العالم في ظل احتجاجات يومية من قبل مواطنين يعارضون هذه الاستضافة، و"أمازونيا أرينا" يمثل فقط واحدا من عمليات "البذخ" التي يدفع ثمنها البرازيليون، فتشييده كلف 171 مليون جنيه إسترليني، متجاوزا ميزانيته المعتمدة بما يقارب 40 مليون، والأسوأ أن 3 عمال لاقوا حتفهم خلال عملية البناء، وعندما ينفض "سيرك" كأس العالم سيسلم الملعب إلى النادي المحلي "ناسيونال" الذي لايتجاوز معدل حضور مبارياته 1.963 متفرجا.