أما وقد هدأت قليلا زوبعة النطة الشهيرة والتي تلقاها "المسلم" البريطاني في الرياض، فلزم علينا إذاً التفكير بهدوء، ولنحاول مرة فقط أن نحلل الأخطاء لنجد العلاج؛ لذا على الجميع المؤيد والمعارض أن يبتعد قليلا ويوسع زاوية نظره ليحتوي جل الاختلافات بين الزوايا، وتعالوا نفرق أولا بين خطأ يرتكبه "فرد" موظف في جهاز يسمى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين شعيرة الاحتساب ككل، والتي أمرنا الله بها وهي التي لا يحدها راتب أو مسمى وظيفي؛ فالطبيب محتسب في مجاله، والمهندس محتسب والإعلامي محتسب، لكن فقط إن أمر بمعروف في مجاله وأنكر المنكر بالعقل والفهم والاستيعاب والقدرة والملاءة، لكن دعونا نرجع قليلا للمحتسب "الموظف" هل يحق لهذا الشخص أن يحاكم باسم الدين؟ هل هو كفؤ أصلا؟ ما خلفيته التعليمية؟ بعد أن نجيب على هذه التساؤلات بعدل وإنصاف، سنفرق بين انتقاد أخطاء شخص، وبين رفض شعيرة أو جهاز بكامله! كما يتهمنا البعض حين يتناول الإعلام والإعلاميون بعض التجاوزات من قِبل أفراد مهما كانت صفتهم وجهات عملهم، ومن المؤسف أن نُرمى بالتهم كلما انتقدنا أداء جهاز الهيئة، وفي الحادثة الأخيرة بالذات والله ما رأيت من تصرف أفراد الفرقة المعنية من أخلاق النبي شيئا، ولا ما وردنا من السلف، أو سمعنا أن إنكار المنكر يكون بالقفز على المخطئ وهذا "القفز" على سماحة الإسلام هو ما يسيء إليه ويشوهه عند الآخر للأسف.

خاتمة: انتقاد الفرد لا يعني إلغاء الكل.. نحن مع كل جهود مباركة تبذلها الهيئة، لكن إن وُجد خطأ، فعين الحق لها ولغيرها بالمرصاد.