اليوم وغداً سيكون فريقا الهلال والشباب على موعد مع خطوة أخرى للأمام في دوري أبطال آسيا إن أرادا ذلك وعملا له والمسألة سهلة من الناحية النظرية. وليس هناك مبرر على الإطلاق ألا يفعلا ذلك لأنهما يملكان كل الظروف التي تؤهلهما ليس فقط للتقدم بل لإحراز اللقب. صحيح أن نادي الشباب يعيش أياماً صعبة نوعاً ما وبدا متعثراً في بداية الدوري السعودي وحمل وضعه الحالي كثيراً من التساؤلات والحيرة مما ستفرزه القادمات من الأيام إلا أن لقب البطولة الآسيوية لن يكون بعيداً عنه وهذا أقل ما يجب أن يفعله لإرضاء جماهيره بشكل خاص والجماهير الوطنية والعربية بشكل عام.

وفي هذا الصدد ما زلنا نستغرب موقف البعض من أندية الوطن وإصراره على التعصب نحو ناديه فقط لدرجة لا يتمنى معها النجاح لأي نادٍ آخر في أي بطولة حتى ولو ارتبط ذلك بسمعة الوطن كله. ما زالت تسيطر على البعض نزعة الأنانية المفرطة التي تفارق مباريات الدوري المحلي ويعكسون ذلك على كل مواقفهم من الأندية الأخرى ويعلنون ذلك صراحة دون أدنى شعور بالمسؤولية!.

نادي الشباب أو الهلال أو الاتحاد أو الأهلي أو أي نادٍ في هذا الوطن هو ممثل للوطن كله ويجب أن يلتف الجميع حوله في كل استحقاق له، ومن يدعي حب الوطن عليه أن يحب كل شيء فيه، ومن يطلق الشعارات عن الوفاء والوطنية عليه أن يكون وفياً لكل أجزائه، وكفانا مهاترات ضيقة، وكفانا عدوانية وتعصباً مرفوضاً يحمل في طياته سرداباً من الأخلاقيات المزعجة التي ستنعكس سلباً ليس على الرياضة فقط بل على التركيبة المجتمعية بشكل عام عاجلاً أم آجلاً، لأن من يتربى على النظرة الأحادية ويربي أبناءه عليها لن يخسر وحده فقط إنما الوطن بأكمله، ولن تكون الخسارة فقط في الرياضة إنما في كل المجالات، لأن الإنسان الذي لا يستطيع تقييم تصرفاته في مجال ما لا يمكنه أن يفعل ذلك في الحياة كلها.

عندما تطالب إدارتا الشباب والهلال بالتفاف كل الشارع الرياضي السعودي حول فريقيهما في استحقاقهما القادم فهما لا تطالبان به فقط من أجل فوز بمباراة بقدر ما تطالبان بسلوك عام يجب أن يسود بشكل تلقائي وعفوي، ونحن هنا نتحدث فقط عن فئة ضلت الطريق بتعصبها ونتمناها أن تعود للجموع الغفيرة التي تنتظر نجاح كل أبناء الوطن. ننتظر أن يؤدي رجال الشباب والهلال دورهم كاملاً حتى تكون الفرحة عارمة، على أمل التتويج المقبل بإذن الله.