بسواعد ناعمة وعقول منتجة، كثرت في الآونة الأخيرة مشاركات الأسر المنتجة في المهرجانات التي تقام في جميع محافظات ومدن المملكة. وصاحب تلك المشاركات تسجيل أرقام مرضية لأرباح الحرفيات، اللاتي حققن مردوداً اقتصادياً مجزياً.
تعيش الكثير من الأسر المنتجة المشاركة في مهرجان بريدة للتسوق والترفيه 2014، أوج الإنتاج والبيع، نظراً لازدياد الطلب على منتجاتها ومعروضاتها، نظير حاجة زوار المهرجان من النساء والأطفال لتلك المنتجات. وأصبحت مشاركة الأسر المنتجة في فعاليات مهرجانات مدينة بريدة علامة بارزة، لم تقتصر على مهرجان واحد دون الآخر، فتجدها في مهرجانات المنطقة عموماً، لما تلقاه منتجاتها من إقبال كبير من مختلف الزوار. أم سليمان المشاركة في مهرجان بريدة للتسوق والترفيه التابعة لجمعية حرفة التعاونية ببريدة، والمتخصصة في بيع الأكلات الشعبية كالجريش والقرصان والمطازيز وغيرها من الأكلات الشعبية، تذكر أنها بذلت ما في وسعها لتكون علامة بارزة في رزنامة المهرجانات في المنطقة، وذلك ما تحقق لها بعد نجاحها في استقطاب العديد من المتذوقين، حيث استطاعت بكفاحها هي وبناتها الثلاث، أن تحقق مبيعات مثالية تجاوزت 400 ريال في اليوم، وأبدعت في فن الطبخ الشعبي بأنواعه وأشكاله الذي يرضي طموح المتسوقين بمختلف أذواقهم.
وفي ذات السياق، كان للمواطنة عهود "25 سنة" بصمة رائعة وجاذبة في المهرجان، حيث تحاكي من خلال أفكارها ولمساتها وجوه الأطفال بالرسم عليها بقالب شيق وممتع بملامح الفكاهة. وحول الربح المادي لها من خلال ممارسة هوايتها، أكدت أنها تجني أرباحاً مرضية في المهرجان تصل إلى 300 ريال يومياً، ولفتت إلى أنها تطمح لتطوير هذه الهواية ورسم الأهداف والسعي لتحقيقها مستقبلا. وفي مجال صناعة السلال من سعف النخيل عكفت أم ماجد بين خوصياتها وحولتها لأوان وأشكال تستقطب المتسوقين، فمع إبداعها المتفرد في هذه الحرفة، حرص زبائنها والمستهلكون على التوافد إليها بشكل مستمر وشراء ما يلزمهم، فمع أشغالها اليدوية وإتقانها لهذه الحرفة الذي أظهرته في قالب تراثي بسيط، نجد أسعارها في متناول اليد قياساً بالجهد المبذول فيها، الأمر الذي جعل المردود المادي مقنعا.
أما الشابة نوارة "25 سنة" فقد استطاعت أن تجعل من هوايتها مصدر دخل مجز لها ولعائلتها، حيث تخصصت في صنع الكوفي بأشكاله والقهوة بمذاقها العربي الأصيل. وبينت أن والدتها لها اليد الطولى في ممارستها لهذه المهنة من خلال التشجيع والتأييد ودخول سوق العمل، وكسر الحاجز النفسي وثقافة العيب التي قد تكون عائقا لكثير من الفتيات.