في الوقت الذي يعالج أكثر من 800 طفل سعودي في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة بالأردن، أثارت إعادة نشر مقطع يصور تعذيب أطفال مصابين بالتوحد، ومتلازمة داون في العاصمة عمان على مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات جديدة من قبل أهالي المرضى الصغار، الذين تساءلوا عن أسباب عدم توفير مراكز متخصصة لعلاج أبنائهم في المملكة، مما يدفعهم إلى البحث عن مراكز في الدول المجاورة، ويقعون بذلك فريسة للاستغلال، وسوء المعاملة.

واستغرب أولياء أمور الأطفال من عدم إنشاء مراكز للتوحد في مناطق المملكة، ليتم علاج أبنائهم فيها، مطالبين بتنفيذ التوجيهات الخاصة بهذا الشأن.

وعلق المشرف على إدارة ذوي الاحتياجات الخاصة في الملحقية الثقافية السعودية بالأردن الدكتور نايف الزارع على المقطع الذي أعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي نشره والتعليق عليه، وقال على حسابه في "تويتر": "إن المقطع نشر للمرة الأولى منذ عامين، وقد اتخذت الحكومة الأردنية والسفارة السعودية الإجراءات اللازمة حياله".

وقال استشاري النمو والسلوك بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز أبحاث التوحد الدكتور حسين الشمراني: إن "هناك ما يزيد على 800 طفل سعودي يتلقون العلاج في مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة بالأردن، وتكلفة علاج الواحد تزيد على 100 ألف ريال سنوياً، تتحملها وزارة التعليم العالي، ويعاملون كطلبة مبتعثين، ومن واقع زيارتي لأحد المراكز التي يوجد بها ما يقارب 140 طفلاً سعوديا لاحظنا مستوى متدنيا من الرقابة، وخدمات أقل من المطلوب".

وطالب الدكتور الشمراني الجهات المختصة كوزارات الشؤون الاجتماعية، والتربية والتعليم، والتربية الخاصة بتوفير خدمات أكثر بما يتناسب مع احتياجات هذه الفئة.

ويرى رئيس مركز التأهيل الشامل بالمدينة المنورة أحمد السناني أن "وزارة الشؤون الاجتماعية لم تقصر في دعم مراكز التأهيل بالخطط التطويرية، والمتابعة التامة على مدار 24 ساعة بواسطة كوادر متخصصة لخدمة نزلاء الدور الإيوائية".

وعن الجانب الرقابي، أضاف أن "المراقبة الاجتماعية تعمل على أكمل وجه، من خلال الوجود المستمر داخل المهاجع، وكذلك من خلال الكاميرات التي تغطي جميع المبانى من الداخل والخارج، مشيرا إلى وجود لجان إشرافية يومية على الاستحمام، وتناول الوجبات، والنظافة، والترفيه، والمتابعة.