بندر عبدالله آل مفرح


بما أننا نعيش في بحبوحة من النعم فإن وجوب الشكر يستلزم حفظها من الزوال بالأفعال لا بالأقوال.

ما يحدث مُنذ عقدين من الزمن وحتى الآن من البطر بالنعمة في الصالات والاستراحات والفنادق لهو أمر مُؤسف وعمل غير إنساني يستهدف سلب هذه النعم من بين أيدينا بفعل بعض الجهلة ممن يحيون هذه المناسبات بالديون للمفاخرة والمهايطة وهم لا يدركون عواقبها. فإذا كانت بعض الزواجات تكلف العريس نحو مليون ريال ابتداء بالسكن وتأثيثه والمهر وما يتبعه والملابس وما يتعلق بها والذهب وما بعده والحلويات وما في حكمها والمطبلين ويلحق بهم المطبلات والحلويات والمعجنات وتكون الخاتمة بالقعدان والخرفان والتيوس والأسماك والمشويات والمقبلات!

لا بأس من الفرح الذي يؤدي إلى الخير والسعادة أما أن نكفر بالنعمة علناً ولا ننكر البطر بها ونحظرها ونشجع أصحابها فهذا غير مقبول.

أتمنى من المشايخ وطلبة العلم والوجهاء والمسؤولين أن يقوموا بين الناس بالنصح والإرشاد إلى ما هو صواب وأنفع حتى نبتعد عن المظاهر الكاذبة. أيضاً.. أتمنى من أمراء المناطق اتخاذ اللازم لأن الأمر أصبح لا يطاق وتجاوز المألوف إلى غير المألوف وعلى المسؤولين أن يضعوا حداً لهذا الإسراف حتى ولو بالقوة الجبرية، أفضل من فقدان هذه النعم التي لم يعرفها الكثير من المتهورين من دعاة المظاهر ممن يقبع معظمهم في السجون، أو يبقى طول عمره متخفياً جراء الديون لقضاء ليلة في معصية الخالق، ولا يكون بعدها سعادة لا بين الزوجين ولا أسرتيهما، فلماذا نخرج عن آداب الإسلام؟