أشعل جامع الصالح، القريب من دار الرئاسة في صنعاء، حربا سياسية علنية بين الرئيس عبدربه منصور هادي وسلفه علي عبدالله صالح، بعدما اتهم الأول عناصر تخريبية تتمترس في الجامع باستغلاله للإضرار بالأمن والاستقرار.
وأكد مصدر مسؤول في قوات الحماية الرئاسية الذي يفرض حصارا على الجامع منذ يومين، أن الوضع في جامع الصالح ومحيطه مستقر ومسيطر عليه وأن الحصار جاء بعد وصول معلومات عن نية بعض عناصر تخريبية استخدام الجامع للاعتداء على المرافق الحساسة القريبة منه، وأن الأمر تطلب من الحماية الرئاسية العمل على تعزيز الحراسة لضمان أمن الجامع والمنطقة المجاورة له.
وأشار المصدر إلى عدم وجود أي حصار للجامع أو منع للمصلين باعتباره واحداً من دور العبادة، موضحاً أن المكلفين بحماية الجامع حالياً يتحملون الحماية الكاملة وكلهم أبناء مؤسسة دفاعية واحدة ويوفرون أجواء طبيعية دون السماح باستغلال الجامع لأي أغراض سياسية أو حزبية. وقالت إن "الحماية المكلفة حاليا لن تسمح لأحد باستغلال الجامع من قبل من لا يريدون الخير والأمن والاستقرار للوطن".
وكان موضوع جامع الصالح أثار جدلا سياسيا في اليومين الماضيين بعد معلومات وصلت إلى الرئيس هادي بوجود أسلحة مخبأة في بدروم الجامع كان يخطط لاستخدامها في حال تفاقمت الاحتجاجات التي شهدتها صنعاء الأربعاء الماضي، في إشارة إلى مخطط للانقلاب على الرئيس هادي.
وأوضحت مصادر مطلعة أن هادي كان يدرك أهمية الجامع للرئيس السابق، بخاصة وأنه يرتبط بأنفاق تؤدي إلى دار الرئاسة، الذي لا يبعد عن الجامع سوى بضع مئات من الأمتار، وظل صالح يشرف على الجامع منذ تركه السلطة بشكل فعلي في فبراير 2012، وأقام فيه متحفاً يضم مقتنياته الشخصية وتقوم بحراسته قوة تابعة له، كما أن الجامع لا تشرف عليه وزارة الأوقاف والإرشاد كبقية جوامع البلاد.
في غضون ذلك تواصل التوتر في المناطق الشمالية من صنعاء، بمواجهات كبيرة بين قوات الجيش وجماعة الحوثي، بخاصة جبل ضين الاستراتيجي والجائف وجربان وعدة قرى مجاورة بمديرية همدان التابعة لصنعاء، مما أسفر عن "مقتل 23 شخصا من المتمردين وعدد من العسكريين".
وأوضحت مصادر أن مسلحي الحوثي فشلوا في الوصول إلى الموقع العسكري بجبل ضين جنوب مدينة عمران، بعد أن نفذت عدة هجمات من شمال وشرق الموقع والجبل، فيما تمكنت قوات الموقع من صدها.