اشترطت قبيلة "جهم" اليمنية تعاون حكومة بلادها بأخذ مطالبهم على محمل الجد نظير إطلاق سراح المواطن السعودي عائض المشعلي القحطاني المختطف لدى أفراد من القبيلة منذ نحو أسبوع، مؤكدة أنه إذا لم يتطور الموقف الرسمي ستظل الأمور عالقة حتى وقت غير محدد.
وأكد أحد الخاطفين -تحتفظ "الوطن" باسمه-، أن المواطن السعودي المختطف و10 من المواطنين اليمنيين تم اقتيادهم رهائن من أحد المواقع قرب محافظة مأرب شمال اليمن بسبب عدم تعاون الحكومة اليمنية مع مطالبهم التي وصفها بـ"البسيطة"، وفي متناول اليد إذا أرادت الحكومة ذلك، مضيفا "الحكومة تسلمت عددا من الوثائق الرسمية لمطالبنا، وعدم تجاوبها اضطرنا إلى هذا الحل الذي يعتبر أحد حقوقنا القبلية".
وعن أبرز المطالب قال "مطالبنا ليست مادية كما يروج لها، نحن نطالب بأن تجلس الحكومة معنا في مجلس صلح قبلي بعد أن قتل الأمن اليمني الشيخ أمين الزعبلي أحد مشايخنا قبل عام من الآن، وبعد أن يجلسوا معنا في المجلس القبلي الذي سيحضره شيوخ قبائل اليمن، فإن ما تقرره القبائل حول القضية سنطالب به إما النفس بالنفس بيننا وبين رجل الأمن القاتل أو حق القبيلة الشرعي في الدية الشرعية"، لافتا إلى أنهم لم يصلوا إلى حل وسط حتى الآن، إلا أنه بعد انصياع الحكومة لما يتم الاتفاق عليه في مجلس القبائل سيتم تحرير الرهائن.
وطمأن الخاطف خلال حديثه إلى "الوطن" أمس، أسرة المختطف القحطاني وأقاربه، وقال "وضعه آمن ولن يلحقه ضرر فهو في ضيافة قبيلة جهم اليمنية، ولن يتم إطلاقه إلا بحل القضية نهائيا"، واعدا الصحيفة بمحادثة المختطف في القريب العاجل دون تحديد وقت معين، بحجة أن المكالمات الهاتفية ممنوعة على الرهائن حسب نظام القبيلة الذي يمنع التواصل معهم.
وفي اتصال لـ"الوطن" بأحد مشايخ جهم الشيخ عبدالخالق الزعبلي -شقيق أمين الزعبلي- أكد أن لجوء القبيلة لعملية الخطف كان أحد الحلول للضغط على الحكومة اليمنية بسبب تجاهل مطالبهم وتنفيذ مطالب مشابهة لقبائل أخرى في اليمن، مما صعد وتيرة الغضب لدى أفراد قبيلته، مضيفا "شقيقي المقتول -أمين- كان حاضرا لصلح قبلي بين الحكومة وإحدى القبائل، وقام بعض أفراد قبيلة أخرى بكسر أنبوب نفط أثناء الصلح نظرا لعدم استجابة المفاوض الرسمي لمطالبهم، مما اضطر الأمن لإطلاق النار وقتل شقيقي، وتفحمت جثته من لهيب النار الذي تصاعد من الانفجار دون أن تلتفت لنا الحكومة".
وأكد الزعبلي أن المختطف القحطاني في ضيافتهم ويعامل بكل احترام وتقدير حتى تلبى جميع مطالبهم، مشيرا إلى أنه تمكن من مهاتفة أفراد أسرته بعد إتاحة الفرصة له خلال الـ24 ساعة الماضية.
من جهته، اعتذر القائم بأعمال السفارة السعودية باليمن الدكتور هزاع المطيري عن الحديث حول القضية، معللا ذلك بأنه غير مخول بالرد على استفسارات وسائل الإعلام.