لم يدر بخلد والد الطالبة رولا بنت عبدالرحمن الضالع أن يجد ابنته وقد وقفت "اللغة العربية" أمامها حجر عثرة في التعلم والالتحاق بالمدرسة، في حين كان الخوف من إدراج مقرر اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية هو الهاجس الذي يقلق الطالبات وأولياء أمورهن في كثير من الأحيان.
رولا ذات العشر سنوات عادت مع والدها من جمهورية أيرلندا والتي كان سفره إليها لإعداد الدراسات العليا في الهندسة، بعد أن أكملت فترة الدراسة التمهيدية حتى السنة الرابعة للمرحلة الابتدائية في المدارس الأيرلندية الحكومية والأهلية؛ لتلتحق بمدرسة في مدينتها "بريدة".
إلا أن الذي لم يحسب له والدها حساباً، أن تقف "اللغة العربية" عائقا أمام ابنته التي عجزت عن قراءة حروفها، وهو الأمر الذي استدعاه لأن يوفر لها دروسا خاصة تساعدها على فك رموز اللغة أمام رولا، والتي كانت تتحدث العربية، ولكن لا تقرأها، نتيجة بعدها عن وطنها.
والد الطفلة رولا، مدير معهد العمارة والتشييد في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالقصيم المهندس عبدالرحمن بن صالح الضالع قال إنه ألحق ابنته بعد العودة من أيرلندا بالمدرسة الابتدائية الـ50 بمدينة بريدة، وبعد أن ظهرت مشكلة ابنته مع اللغة العربية، نفذت إدارة المدرسة عددا من البرامج التربوية والتعليمية لمساعدتها على تجاوز هذه العقبة، بالإضافة إلى دروس التقوية التي وفرها لها خارج المدرسة، وهو ما أسهم في اندماجها في دراسة المناهج العربية، ومن ثم التميز فيها وتحقيق المستويات العليا.
رولا أصبحت إحدى علامات المدرسة التي التحقت بها، بعد أن قادها تفوقها في لغة عالمية لتنفيذ العديد من الدروس والبرامج التثقيفية والتنشيطية باللغة الإنجليزية لزميلاتها في المدرسة.
مشرفة اللغة الإنجليزية تهاني السحيباني، نظمت بإشراف مديرة المدرسة حصة البطي، ومعلمة اللغة الإنجليزية خولة الحسون، برنامج "المدربة الصغيرة"، ضمن فعاليات التعلم النشط، والتي شهدت حضور مساعدة المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم للشؤون التعليمية "بنات" هيفاء اليوسف، ومديرة مكتب التربية والتعليم شمال بريدة هناء العتيبي، والمديرة المركزية لقسم اللغة الإنجليزية موضي الغدوني، وعدد من المشرفات التربويات، والمعلمات والطالبات.
ويعلم البرنامج الذي يستهدف طالبات الصفين الرابع والخامس الابتدائي، مبادئ اللغة الإنجليزية، واشتمل على فقرات متنوعة قدمتها المدربة الصغيرة رولا الضالع، منها أنشودة باللغة الإنجليزية، ومحادثة بين طالبتين بنفس اللغة، والتدريب على تكوين الكلمات الإنجليزية بطريقة محببة ومشجعة، إضافة إلى عرض مرئي، وانتهى بتسليم جوائز للمتفوقين.
من جانبها، أشادت مساعدة المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم للشؤون التعليمية بنات هيفاء اليوسف ببرنامج "المدربة الصغيرة"، وذكرت أن رولا الضالع تعد أنموذجا رائعا للطالبات.
مديرة الابتدائية 50 حصة إبراهيم البطي أضافت أن "كل إنسان، صغيراً كان أم كبيراً، توجد داخله موهبة ? بد أن توجه"، وهو ما تم من خلاله تمكين الطالبة رولا من تقديم إبداعها"، مشيرة إلى أن هذه الطريقة وسيلة لقياس التحصيل في العملية التعليمية.
معلمة مادة اللغة الإنجليزية خولة الحسون، أوضحت أن "المدربة الصغيرة" مبادرة تسهم في إثراء الأنشطة اللامنهجية، وخاصة المهتمة بتطوير اللغة الإنجليزية لدى الطالبات، مشيرة إلى أن هذا البرنامج بداية لأنشطة أخرى يتم إعدادها لخدمة الطالبات.
الطالبة رولا قدمت شكرها لجميع من أسهم وأشرف على إقامة برنامجها التدريبي، وقالت "كنت متشوقة لمساعدة صديقاتي، وأتمنى أن أكون مدربة صغيرة لمادة اللغة الإنجليزية، ولكن لا أملك المهارات الكافية، وبفضل من الله، ثم باهتمام مدرستي، طورت مهاراتي وموهبتي، ووجدت نفسي قادرة على إخراج ما بداخلي من معلومات للطالبات".