سأستعير عبارة عادل إمام الشهيرة، لأقول: "في أوروبا والدول المتقدمة.." من أحد مهام الإعلام لديهم، هو حماية المُشاهد من التلوث البصري، وذلك بعدم عرض كل ما قد يتسبب في التشوه البصري، من مواد غير أخلاقية أو دموية أو مرعبة، وإن أرادوا عرض مثل تلك المواد، فهم يعرضونها في أوقات محددة، وبتنويهات تسبقها، ولأعمار محددة.

بل إنه "في أوروبا والدول المتقدمة.." تحرص حتى أمانات المدن، على عدم وجود ما يزعج الناس بصريا، حتى في الشكل العمراني، أو في الشخبطات الجدارية؛ لأن كل ذلك يسبب تلوثا بصريا، فكيف نضع هذه الصورة بالله، مع صور وفيديوهات "الويب" العربي، التي يضخها إعلام حركة "داعش" الإرهابية كل يوم، دون رقيب.

بالنسبة للمملكة، أتساءل باستغراب: أين الدور الرقابي لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على "الويب" الذي تسرح فيه "داعش" وتمرح، ولماذا لا يتم حجب كل المواقع والصفحات والفيديوهات التي تضخها "داعش" في "الويب"، ولماذا لا تتعامل مدينة الملك عبدالعزيز معها، مثلما تتعامل مع المواقع الإباحية مثلا من ناحية الحجب؟!

إعلام "داعش"، هو إعلام الإرهاب، وإعلام الجريمة، وإعلام التلوث البصري بامتياز، وإضافة للدور المرجو من مدينة الملك عبدالعزيز، هناك دور المجتمع ووعيه، بعدم تداول ونشر وتدوير تلك المقاطع والصور الداعشيّة المرعبة والمُقززة.