كلنا نعلم أن قروض صندوق التنمية العقارية لا تمنح للمواطن إلا بعد أن تتعاقب عليه أجيال تلو أجيال، مما ينقل القرض من صاحبه إلى أبنائه أو أحفاده، ومع كل هذا يبقى المواطن متشبثا بالأمل جيلا بعد جيل، ومن هنا نستطيع أن نعرف السبب الحقيقي الذي من أجله ضحى بعض هؤلاء بسنوات منصرمة من الانتظار بعد ثبات أحقيتهم في الوحدات السكنية، في سبيل التخلص من باقي العمر الممتد على لوائح الانتظار.
وفي ظل غلاء المعيشة بشكل عام، يعجز مبلغ القرض عن الوفاء بمتطلبات تعمير منزل متواضع، فهل وثق الناس فجأة في تصريحات المسؤولين بهذه السرعة؟ وهل نسوا أو تناسوا استثناءات الأنظمة التي غالبا ما تخيب آمال المتشبثين بها؟ أعتقد أن السبب لا هذا ولا ذاك، إنما هو دليل على المأزق الذي وصلت إليه مشكلة الإسكان عندنا، وتردي الأوضاع القائمة.
لذلك أتمنى من وزارة الإسكان الرفق بمطالب هؤلاء المحتاجين، والحرص على الوفاء بوعودها في أسرع وقت، فبعد أن كانت الوحدات السكنية قاب قوسين أو أدنى؛ إذا بها تبتعد عنهم شيئا فشيئا تحت مبررات وأسباب كثيرة لا يد لهم فيها، فتأخر المهندسين وشروط المفاضلة وآليات الاستحقاق، أمر لا يستوعبه العقل.