إذا كان تأهل 31 منتخبا للحاق بالمنتخب المضيف البرازيل في مونديال 2014، تصفه وسائل الإعلام بالطريق الصعب والمليء بالتضحيات والتصميم، فالرحلة إلى نهائيات هذا الصيف بالنسبة للمشجع الإنجليزي "هوف تومسون" كانت أطول وأقسى من الجميع، فهي تطلبت منه قطع 25 ألف كيلومتر وعبور 25 دولة عبر 5 قارات للوصول إلى "ريو دي جانيرو"، وما جعل من عمله البطولي هذا مثيرا للإعجاب أنه أنجزه ممتطيا دراجة هوائية.
متاعب عدة
وكان السبب الرئيس للشروع في هذا التحدي الشاق هو جمع الأموال لجمعية خيرية تهدف عبر كرة القدم لتثقيف الدول الأفريقية الفقيرة لمواجهة مرض (الإيدز)، حيث كشف "تومسون" الذي يعمل في مشاريع خيرية في إنجلترا، بجانب عمله كمدرب لتطوير الأداء في فريق "ريد بولز" بالولايات المتحدة، أنه وخلال رحلته الطويلة واجه أمورا رائعة وأيضاً كثيرا من المتاعب، ويقول: "كان الأمر تحديا صعبا للغاية ذهنيا، مرت خلاله فترات طويلة لم أجد من أتحدث إليه، ووجدت نفسي أكلم نفسي خلالها كثيراً.. ومررت بمواقف عدة شعرت بعدها بعدم قدرتي على المواصلة، مثل الأمطار الغزيرة في آسيا والشمس الحارقة في أفريقيا ومرتفعات جبال الأنديز الشاهقة، ولن أنسى مطاردة الكلاب الضالة لي في بلغاريا".
غرض خيري
ويضيف "تومسون" البالغ 29 عاما، أنه وبسبب الطرق السيئة تعرض لإصابات مزعجة، ويقول: "كنت أقود يوميا دون أي راحة، الأمر الذي تسبب في إلحاق ضرر عصبي في يدي"، مضيفاً: "مع ذلك غمرني لطف وكرم غرباء في مجتمعات متنوعة ثقافيا.. هناك من اشترى لي الطعام، ودعوني إلى منازلهم لتناوله، وهناك من عرض علي المسكن والخيام، إلا أن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو دعم عائلتي وأصدقائي في الوطن، ومعرفتي أنني أقوم بهذه المهمة لجمع المال لغرض خيري جعل منها تستحق ما أفعله".
نصيحة كروية
ويأمل "تومسون" أن تنتقل بعض من روحه القتالية وتصميمه للاعبي منتخب إنجلترا خلال المونديال، خاصة وأنهم وقعوا في مجموعة صعبة مع إيطاليا، الأوروجواي وكوستاريكا، ويقول: "أعتقد أن على المدرب "هودجسون" أن يكون شجاعا بالاعتماد على الأسماء الشابة، وإن فعل ذلك أستطيع القول بأن إنجلترا ستصل إلى ربع النهائي وستكون أكثر نجاحا في المستقبل، والأمر الإيجابي هذه المرة أن إنجلترا ستخوض النهائيات دون أي ضغوط إعلامية وجماهيرية معتادة، وهو ما سيمنح الفرصة للاعبين بتقديم كرة قدم جيدة"، مختتما: "البرازيل والبطولة نفسها سيذكران الناس لماذا نحن نحب كرة القدم؟ لقد رأينا التأثير المذهل الذي تركته الألعاب الأولمبية على لندن، وهو ما أتوقع أن يحدث في البرازيل".