لم يكن صوتها غريبا عندما بدأت في إذاعة UFM لأنها كانت مقدمة أحد البرامج الاجتماعية المتخصصة في القضايا الأسرية بإذاعة الرياض.
"نوف سلطان" ذات الصوت النجدي المطوّر تملك الكثير من الثقة في نفسها إلى جانب الثقافة المنوعة وإصرارها على تقديم المفيد والأفضل، وهذا جلي عندما تتحدث، وأسلوبها في التعامل مع المتصلين ونوعية الفقرات التي تقدمها، بل لا تجد حرجا في أنت تقول لا وتخاصم وتناقش لتصل إلى حد يرضي كافة الأطراف لا أن تتهرب من المتصلين وتتصنع العبارات لتلطيف الأجواء فحسب، ولعل قصة انسحابها من إذاعة الرياض ونشرها لها توضح جزءا من شخصيتها.
كونها متزوجة ولديها أبناء وتقدم برنامجا في تمام الساعة السادسة صباحا وتحضر إلى الإذاعة وهي "منقبة" أكسبها الكثير من احترام المستمعين، فتجدهم ينادونها بـ"أم سعود"، وآخرون بـ"أم سلطان" فضلا عمن يحيطونها بدعوات الثناء والتوفيق نظير صراحتها وتعاطفها مع بعض الموضوعات.
"نوف سلطان" حضرت إلى الأستديو بوصفها "الأم" قبل "المذيعة"، وهذا ربما كان عاملا أساسيا لنجاحها وتألقها فضلا عن أدائها الذي قدم صورة مغايرة لبعض المذيعات اللواتي أسرفن بالتغنّج والتميّع والتكسِر. الأم المذيعة تحلم بتجربة مماثلة ولكن عبر الفضائيات، فهل تكسر الشاشات قاعدة إلزامية كشف الوجه بحضور المذيعات المنقبات في البرامج وليس عبر النشرات الإخبارية؟ لا سيما أن تلك القنوات نفسها تستضيف في الأستديو غير المنقبات من ذوات الغطاء الكامل للتعليق على القضايا وبيان قصصهم الاجتماعية والإبداعية.