لفت نظري وأنا أقرأ الأخبار التي تردنا في "قووول أون لاين" مثل باقي الصحف، خبر بدايته توقيع عقد بين نادي الشعلة وجامعة سلمان بن عبدالعزيز، والأكيد أن مثل هذه الصفقات العلمية والاستثمارية "دون أموال" ستغيب عن اهتمام كثيرين، ولا أعفي نفسي؛ لأننا بتنا نصحو وننام على "مشاكل في مشاكل"، وقضايا لا تنتهي، وتهويل لأبسط الأمور، وصراخ وعويل عبر الفضاء يتساوى مع الأفلام المرعبة التي "تنكد" نوم من يشاهدها وتجلب له "الكوابيس".
دعونا في الأهم وهو عقد الشعلة وجامعة سلمان بن عبدالعزيز، وهنا مقتطفات من الخبر؛ كي تتضح الصورة أمام من لم يقرأه:
وقعت جامعة سلمان بن عبدالعزيز عقد شراكة وتعاون مع نادي الشعلة يستفيد بموجبها طلاب الجامعة من جميع مرافق النادي لمدة عام كامل قابل للتمديد ابتداء من 6 ذو القعدة 1435.
ويلتزم نادي الشعلة بتسخير الإمكانات كافة لاستفادة الجامعة من الملعب الرئيس وفق جدول يحدد لاحقا، ولا يتعارض مع مواعيد مباريات النادي الرسمية.
وفي المقابل، تلتزم جامعة سلمان بتقديم العلاج الطبي للاعبي وأعضاء الجهاز الفني بالنادي في المستشفى الجامعي التابع لها.
وفي توضيح أشمل، أكد عميد شؤون الطلاب الدكتور مسفر بن محماس الكبيري أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار حرص وسعي جامعة سلمان بن عبدالعزيز في تحقيق الشراكة بينها وبين الجهات الحكومية، وخلق قنوات تواصل ثقافيا واجتماعيا ورياضيا.
وأعجبني الدكتور مسفر وهو يؤكد: "هذه الشراكة ستسهم وبشكل كبير في إكساب الطلاب خبرات معرفية متنوعة، ومهارات تتكامل مع رسالة الجامعة، وتساعد على تفعيل الأنشطة الطلابية، مما يؤدي إلى توسيع قاعدة الممارسين للأنشطة الرياضية التي تبني في نفوس الطلاب القيم الاجتماعية السامية".
ومن جانبي أعده عقدا استثماريا مربحا بطريقة غير مباشرة على الصعيد المادي، أي ليس هناك ملايين تدفع وتصرف في كل شيء وأي شيء، هذا مجال استثماري محدد وواضح المعالم، وفي جانب نادي الشعلة كأنه دفع تأمينا صحيا على لاعبيه ومن يشملهم العقد، وفي جانب الجامعة تستثمر الملاعب بما يحفز الطلاب على ممارسة الرياضة التي تساعد على تقوية البدن والعقل لمصلحة استيعاب الطلاب ما يدرسونه يوميا.
وستكون الفرصة مواتية لنادي الشعلة أن يكتشف لاعبون في عمر العشرين سنة لفائدة مختلف الألعاب، بل ستكون مجالا لبروز مواهب يستطيعون الالتحاق بأي ناد.
وإذا نجح المشروع في سنته الأولى، فقد يوسع النطاق إلى فائدة طبية لعائلة اللاعب والمستفيدين من العلاج في مستشفى الجامعة. وربما تستفيد الجامعة من ملاعب نادي الشعلة في منافسات أو دورات تنظمها. وأقترح في هذا الشأن أن تنظم الجامعة دورات تعليمية وتوعوية لمنسوبي النادي، وخدمات أخرى بالاستفادة من علماء النفس والاجتماع لتطوير قدرات اللاعبين.
ومع مرور الوقت سيكون نادي الشعلة جاذبا للاعبين بمثل هذه المزايا، والجامعة كذلك في مجالاتها، لا سيما لو برز لاعبون في أندية من خلال هذا المشروع. والأمل كبير أن تقتدي أندية وجامعات ومؤسسات علمية في مختلف المدن بما يقوي لحمة المجتمع من خلال الرياضة والعلم، خاصة أن المجال الرياضي أسهل وأسرع وأقوى وأشهر في تحقيق الأهداف متى استثمرت وفعلت إيجابيا. والأكيد أن هناك أندية لها علاقات قوية في هذا الجانب ووقعت عقودا، ولكنني قصرت موضوعي اليوم على ما استجد من ناد قد لا يجد المساحة الكافية لتمجيد عمله المفيد والإيجابي.