كشف لـ"الوطن"، مصدر مطلع قريب الصلة بـ "حزب الله" عن زيادة التململ داخل قواعد وقيادات الحزب، اعتراضاً على استمرار قتاله في سورية إلى جانب قوات بشار الأسد وتزايد أعداد القتلى، مشيراً إلى أن الكلفة الباهظة التي يدفعها الحزب بسبب ذلك بدأت تقلق أنصار الحزب، لاسيما في ظل الأعداد الكبيرة من القتلى الذين يتم تشييعهم يومياً في مختلف المدن السورية، والذين تفرض على مراسم تشييعهم سرية كبيرة، خوفاً من تصاعد الاعتراضات داخل الحزب.
وقال المصدر - الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية - في تصريحات لـ"الوطن": إنه "بسبب اعتراض بعض القادة على مشاركة أبنائهم في المحرقة السورية، فقد قدم أمين عام الحزب حسن نصر الله تحذيرات شديدة اللهجة إلى أولئك المعترضين، وتوعد بعضهم بالفصل وتخفيض المكانة داخل الحزب، بل إن تحذيراته وصلت حد التهديد المبطن بإجراءات قد تكون أكثر قسوة من ذلك".
وأضاف: "النبرة الحادة التي تحدث بها نصر الله في خطابه الأخير، والانفعال الذي ظهر في كلماته ورفعه للصوت كانت بمثابة تحذير للأنصار قبل الآخرين، ورسالة مباشرة مفادها أن الحزب مستمر في تدخله المرفوض بالشأن السوري، وأن الحديث عن هذا الأمر يعتبر تعدياً للخطوط الحمراء".
ومضى المصدر يقول: "أهالي كثير من الشبان المشاركين في القتال إلى جانب قوات الأسد باتوا يتساءلون بصورة علنية عن مصير أبنائهم، لاسيما بعد انقطاع أخبارهم لفترات طويلة، وأقدم بعض هؤلاء على مساءلة قياديين في الحزب، الجواب كان مزيداً من التطمينات الكلامية بأن هؤلاء يقومون "بواجب مقدس" في سورية، وأن الحزب اضطر تحت ضغوط الاستفسارات التي يتلقاها يومياً من ذوي المقاتلين إلى زيادة الرواتب الشهرية التي تدفع لهم نظير قتال أبنائهم إلى جانب الأسد، ومضاعفتها في بعض الأحيان".
وفي سياق غير ذي صلة، من المفترض أن تعقد اليوم الإثنين جلسة لمجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان منذ أكثر من أسبوعين ودخول لبنان في الفراغ. وحسب مصادر مطلعة فإن هذه الجلسة الانتخابية المقررة لن يُكتب لها النصاب في ظل غياب التوافق الداخلي والقدرة على كسر الاصطفافات الحادة بين فريقي النزاع في 8 و14 آذار.
وأمس رفع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي من وتيرة احتجاجاته على عدم استجابة النواب له في تأمين النصاب القانوني لجلسات مجلس النواب، لاسيما النواب المسيحيين في تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه النائب ميشال عون، ونواب حزب الله، وفريق أحزاب بشار الأسد، إذ اعتبر الراعي أن "عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، انتهاك خطير للحقيقة والدستور، يتسبب بشلل المؤسسات الدستورية".
من جهة ثانية، أكدت مصادر مطلعة لـ"الوطن"، أن اتهام الأمين العام لحزب الله للفرنسيين، بأنهم وراء طرح "المثالثة"، وأن الإيرانيين هم الذين رفضوا، أمرٌ غير صحيح، وأن ما حصل في اجتماعات "سان كلو" الفرنسية عكس ذلك بالتمام، فإن من طرح المثالثة بين السنة والشيعة والمسيحيين، هم "الإيرانيون" وليس كما زعم نصر الله.
في سياق منفصل أقدم نحو 10 شبان يتبعون لسرايا المقاومة التابعة لحزب الله على شتم وضرب مجموعة من النازحين المقيمين في مجمّع الغفران في مدينة صيدا، مستخدمين العصي والأسلحة الفردية. وأدى الاعتداء إلى سقوط 5 جرحى من النازحين فيما فرّ المعتدون قبل حضور القوى الأمنية إلى المكان.
وقال اللاجئ أحمد كمال، الذي أصيب خلال الاعتداء "منسوبو سرايا المقاومة قالوا لنا بوضوح إنه غير مرغوب في وجودنا بالمنطقة، وأعتقد أن السبب هو امتناعنا عن الذهاب إلى السفارة السورية للمشاركة في انتخاب الجزار بشار الأسد. ونحن جميعنا في المجمع نؤيد الجيش السوري الحر". وطالب كمال السلطات اللبنانية بالتدخل ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات التي تتعارض مع القوانين الدولية التي تفرض توفير الحماية اللازمة للاجئين السياسيين، وحتى لا يتطور الأمر لاحقاً لمواجهات عنيفة.