لم يجد النظام السوري رداً على خسائره المتكررة التي يتكبدها يومياً على أيدي الثوار في بلدة المليحة بريفي دمشق سوى قصف مناطق المدنيين، مما يؤدي إلى مقتل العديد من الأبرياء. وبالأمس، وبعد أن لقي 18 من جنود النظام مصرعهم بأيدي الثوار، قام الطيران الحكومي بتوجيه نيرانه نحو أحياء المدنيين في البلدة، مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية في البلدة ومحيطها، وسط قصف قوات النظام على مناطق في البلدة ومزارعها وسقوط 5 صواريخ أرض - أرض أطلقتها قوات النظام على البلدة صباح أمس، كما نفذ الطيران الحربي غارتين على أطراف بلدة حزة، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في محيط البلدة.
وفي مدينة دوما بنفس المنطقة، لم يختلف الأمر، حيث أكد ناشطون سوريون أن عشرات الجرحى نقلوا إلى مستشفيات ميدانية بعد أن تعرضت المدينة صباح اليوم لغارات جوية متتالية أدت أيضاً إلى دمار واسع في البنى التحتية. كما أسفر قصف حكومي لأحد الأسواق الشعبية في المدينة إلى مصرع 5 أشخاص. وفي حلب، استأنف الطيران الحكومي قصفه بالبراميل المتفجرة للمدينة، حيث أسقط 4 براميل على أحياء بني زيد والأشرفية والسكن الشبابي، فأسفرت عن مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال. كما اندلعت اشتباكات في محيط السجن المركزي، تمكن مقاتلو المعارضة خلالها من قتل 6 عناصر في جبل عزان بريف حلب، حسبما ذكرت وكالة مسار برس.
وفي دير الزور، استمر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لليوم الثالث على التوالي في فرض حصاره لأحياء المدينة التي يسيطر عليها الجيش الحر. وقال ناشطون إن التنظيم منع دخول وخروج الأهالي من الأحياء التي يسيطر عليها الثوار، في حين ينتشر قناصته على مداخل المدينة. هذا وما زالت الاشتباكات مستمرة بين الطرفين للسيطرة على المنطقة التي تعتبر طريقاً لإمداد عناصر التنظيم في الريف الشرقي. ويتحرك "داعش" مجدداً في شمال البلاد ليفرض حصاراً على أحياء مدينة دير الزور الخاضعة للجيش الحر، بحسب شبكة "شام" الإخبارية.
وفي درعا، أطلق الثوار اسم "يرموك خالد" على معركتهم مع جنود النظام، والتي تهدف للسيطرة على تل الجموع الواقعة بين بلدتي نوى وتسيل بريف درعا، إضافة إلى قيادة اللواء 61، آخر معاقل النظام في منطقة الجيدور جنوب القنيطرة. وأشارت شبكة سورية مباشر إلى أن المعركة المستمرة منذ يومين هي الأعنف، مؤكدة أن الثوار تمكنوا من إحراز إصابات مباشرة بعد هجوم واسع النطاق على مقرات قوات الأسد في التل الذي يعد آخر معاقله في المنطقة.
إلى ذلك، تعرضت مدينة نوى إلى قصف عنيف خلال الأيام الماضية، وتسعى قوات النظام السوري لاستعادة منطقة تل الجابية غربي المدينة والتي سقطت في يد المعارضة المسلحة قبل أيام.
وفي محيط جبل تشالما بريف اللاذقية، أدت الاشتباكات إلى مقتل 4 من "جيش الدفاع الوطني" الذي يقاتل إلى جانب النظام، كما أصيب عدد من مقاتلي المعارضة.