حوّل أبناء منطقة الأحساء أعراسهم واحتفالاتهم بزواجاتهم إلى تظاهرة اجتماعية راقية وفاعلة، حيث بات يجتمع عدد من المقبلين على الزواج على إقامة حفل زواجهم في عرس جماعي طوره أبناء المنطقة ليكون مهرجاناً يحتضن الكثير من الفعاليات، فلم تعد المصافحة والتبريكات هي السمة المعروفة في هذه المناسبات بل تحولت بالتطوع إلى مهرجانات تجارية وأسواق لحرف يدوية توفر مساحة للتطوع وكذلك للعمل والربح.

ووفرت مهرجانات الزواجات الجماعية خلال الموسم الحالي البالغ عددها 14 مهرجانا، التي شهدتها مدن وقرى الأحساء، قرابة 250 وظيفة مؤقتة في لجان تنظيم تلك المهرجانات المتنوعة، بجانب تطوع أكثر من 5 آلاف شاب من أبناء البلدات فيها.

وذكر مسؤول في مهرجان الزواج الجماعي في بلدة الرميلة حسن العلي لـ "الوطن"، أن بعض المهرجانات، تستضيف بعض الحرفيين للمشاركة بأركان حرفية يتم من خلالها بيع منتجات الحرفي داخل المهرجان، وبذلك يكون الحرفي استفاد من عرض منتجاته وبيعها، والمهرجان استفاد بإضافة فقرة نوعية "جديدة" في برامجه ونشاطاته داخل فقرات المهرجان.

وأكد أن المهرجانات، تشهد مبيعات كبيرة، واستفادة حرفيين كثيرين من أبناء البلدة نفسها أو خارجها، فبعض المهرجانات تستقطب حرفيين في الصناعات التقليدية واليدوية، وحرفيين في صناعة بعض الأكلات الشعبية، وهواة لبيع الصور الفوتوجرافية والرسوم التشكيلية، بجانب ممارسة الرسم المباشر وبيع اللوحة على الزبائن، والبعض يبيع بعض الكتب الثقافية والأدبية داخل ساحات المهرجان، مشيراً إلى أن الزواجات الجماعية، باتت ذات مردود مالي جيد لبعض شباب البلدة

من جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة مهرجانات الزواجات الجماعية في الأحساء عبدالله المشعل لـ"الوطن"، إلى أن مهرجانات الزواجات الجماعية تستقطب مجموعة من الشباب للقيام ببعض المهام داخل المهرجانات بأجر يومي تبعاً لعدد الأيام التي يعمل داخل المهرجان، مبيناً أن مجلس إدارته يدرس حالياً مقترحاً بخصوص إجراء تحول "جزئي" للجان العاملة في الزواجات الجماعية لمفهوم العمل التعاوني، وتخصيص جزء من إيرادات المهرجانات كـ"مكافآت" للأشخاص الفاعلين في المهرجان بهدف تحفيزهم، إلى جانب العمل التطوعي والخيري بالنسبة للآخرين.

وكشف أن المجلس يدرس مقترحاً للاستفادة من العناصر النسائية في بعض اللجان العاملة في المهرجان، وبالأخص ممن يمتلكن خبرة في مجالات معينة تدخل ضمن أعمال مهرجانات الزواجات الجماعية.