"فيسبوك، تويتر، الإنستجرام". قنوات تناسلت من رحم التواصل الاجتماعي، في زمن "العولمة العجائبي"، الذي اختزل المسافات الكونية بضغطة زر، فلم تبق هذه القنوات حواجز ولا جدرانا في هذا الكون الذي جعلت منه قرية صغيرة، وبطرفة عين يأتيك العم "جوجل" بالخبر اليقين بعد أن طَلّق "جهينة"، ولم يعد لديها ذلك الخبر!.
شخص فتح حسابا له في الـ"فيسبوك" باسم أنثوي مستعار، واختار لصفحته صورة تفيض أنوثة وجمالا.
أول منشور له حقق أرقاما قياسية في الـ"اللايكات". الكل يثني على فكره. وجزالة خطابه الإبداعي، وما يحويه من دلالات، ورمزية مغرقة تدل على مخزون معرفي متراكم لديه، تجلى بتوظيفه في كتاباته، وخلال أقل من أسبوع وصل الحد المسموح له من الأصدقاء 5000، وطوابير المعجبين بكتاباته تنتظر على بوابة صفحتة!
"اللايكات" في "الفيسبوك" حثته للانتقال إلى "تويتر"، وهناك أيضا رغم أن الكلمات محددة بـ140 كلمة؛ إلا أنه استطاع أن يستقطب الكثير إلى ما يدونه من رؤى تؤكد تجلياته الإبداعية والمعرفية في فنون القول.
اختفى فجأة دون موعد مسبق عن الظهور عبر قنوات التواصل، مما أثار قلق متابعيه، ومحبي كتاباته. عاد للظهور، لكن كتاباته هذه المرة بدت مترهلة، استغرب الكل من ركاكة أسلوبه، وجمله المفككة، وكأنها تعرضت لحادث سير مروّع نثر كلماته وحروفه في كل اتجاه.
لقد وجد الذي كان يكتب له من يدفع أكثر، فتركه يهوي كما هوى "عباس بن فرناس" في تجربته بالتحليق والطيران.
استيقظت ذات يوم على أصوات تكبيرات أهل بيتي أثناء صراخي الذي اخترق جدران الغرف قبل أبوابها ونوافذها قائلا: "قاتلك الله يا بائع النصوص والتغريدات، لقد أيقظت بفعلتك هذه الـ"أنا الثقافية والمعرفية" في صدر من تكتب له، حتى خال نفسه أديبا وبلغ جنون العظمة".
مجرد حلم مساحته ذاكرة نشرتي النقدية المتعبة، وإن تطابقت كلماتي على أحد، فأرجوه ألا يتخذ موقفا منّي؛ لأن كلامي اليوم مجرد أضغاث حلم.. لم أقصد شخصا بعينه؛ لأني لو أشرت إلى ذلك لن تكفيني مساحات الصحف كلها.