منظر الصغيرات الغارق في أنهار العرق، ووجناتهن الحمراء. خصلات الشعر الملتصقة بجباههن، علامات الإعياء على وجوههن، توسلاتهن بكل معلمة تدخل إليهن: "حر يا أستاذه"!

كل هذا، أحدث ثورة في ضمير إحدى المعلمات، ذهبت إلى المديرة توسلت إليها، خاطبي الإدارة أو الوزارة، لم تعد الصيانة مجدية في وضع كهذا، قدمت المديرة النموذجية الكثير من الوعود وطلبت منهم الصبر.

وتصدر التعاميم تلو التعاميم بالاحتفال لاستقبال العام الدراسي الجديد، والتركيز على الأنشطة التي تستهدف الطالبة، ومحاولة تشجيعها على الحوار والتعاطي الإيجابي مع من وما حولها، ولم يرد ذكر المكيف بين التعاميم.

وتقف المدرسة على قدم وساق، فريق يعمل وفريق يصور والإدارة تطلع الإشراف على الأنشطة المميزة، وفتحت محافظ المعلمات الحريصات على التميز، ورود وملصقات ومنشورات، وأناشيد، وهدايا.

وجُمعت كل طالبات المدرسة في الساحة الخارجية، وأُجلسن على الأرض، حيث تزداد عليهن هجمة الحر والرطوبة، وتقف المديرة لتصدح بخطبتها العصماء، تحث على النشاط والاجتهاد والتفوق، مذكرة إياهم بأهمية المحافظة على النظافة العامة واحترام المعلمات، وأداء الواجبات أولا بأول، والاهتمام باللباس الساتر والعباءة المحتشمة. ووزعت الهدايا على الطالبات، ثم أتاحت المديرة المجال للطالبات ليتحدثن عن آمالهن، أحلامهن، طموحاتهن في بداية هذا العام الجديد. جميع الطالبات مترددات متلعثمات، يحاولن الاختباء، لكن إحداهن تقدمت للمديرة، وأخذت "المايك" وقالت بصوت مختنق: "نبي مكيف"!