لا نفكر نهائيا في دواعش الخارج؛ لأن قواتنا وسلاح حدودنا ورجال أمننا سيتكفلون بذلك، بل نفكر في دواعش الداخل، فهم مثل الخلايا النائمة، وهم محارات سرطانية تتحرك تحت جلد الوطن، وتبث سمومها بطريقة الأفاعي والعقارب.
88 إرهابيا "داعشيا" تحت مجهر الأمن السعودي، أرادوا الكيد بالمواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن، فرد الله كيدهم في نحورهم، وكم نتمنى سرعة تنفيذ أحكام الله في هذه الفئة دون تضييع الوقت في مناصحة نتائجها محدودة، وفق الأرقام والدراسات الفعلية.
كما ذكرت لا نفكر في "دواعش ونصيري وقواعد القاعدة"، فلبلادنا رب يحميها، ورجال بواسل "يكفون ويوفون"، الذي يهمنا التخلص من "دواعش الداخل" ودعاة الفتنة ومحركي التواصل مع أعداء الداخل وربطهم بأعداء الخارج، يهمنا التخلص من "دواعش الهيئة" أولا؛ لأن ما يقومون به في وضح النهار لا يسيء إلى الإسلام وللهيئة فقط، بل يسيء إلى الوطن من البحر إلى البحر. سكتنا عن مطاردات بوليسية"، وسكتنا عن اختراقات اجتماعية ما أنزل الله به من سلطان، وتشويهات ونتوءات لا علاقة لها بالدين ولا العرف الاجتماعي، وكلها من بنات أفكار شباب يريدون تحويل الوطن إلى مسرح يعرضون عليه بطولاتهم وعنترياتهم وفوضوياتهم، حتى لو كانت نشازا وخارجة عن النص.
وقف الرئيس العام للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوة ضد هؤلاء الخارجين عن السياق، وحاول جاهدا إقناعهم أن المجتمع الإسلامي في عهد صفوة البشر محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يشهد مثل هذه التصرفات، وتمت إقامة دورات مكثفة لأعضاء الهيئة؛ ولكن الفكر "الداعشي" أخذ مداه في عقلية بعضهم، فأصبح ضرر انفلاته أكبر من فائدة منتجه العملي اليومي.
آخر الأبطال الوهميين أؤلئك الذين اعتدوا على البريطاني المقيم، وهروبهم البوليسي، وأجوبتهم التمويهية، انتهت بالنقل لتوزيع خطرهم على المواقع الجديدة، بينما الحل المنتظر عقوبة رادعة لا نقلا موقتا.