وجه آخر من اللعبة وكطريقة مستحدثة، ابتكرها الزميل أمجد المنيف، وكان متألقا في تحوير التحدي وتحويله إلى لعبة مفيدة وتثقيفية تقتضي سكب القدر الكافي من المعلومات، والرقص على دلو الثلج بدلا من البكاء تحته، إضافة إلى إبرازها قيمة جوهرية للعمل الإنساني والتكافل الاجتماعي من خلال التبرعات الخيرية، وقد قبلت التحدي بشقيه، وقررت التبرع لصالح جمعية "إنسان" لرعاية الأيتام، وذلك رغم التداعيات التي تلاحق اللعبة، وتحاول أن تنغص على المستمتعين بها، فقد كنت بانتظار ما تراه الفتوى التي تم طلبها من قبل بعض المحتسبين الفاقدين لهيبتهم المجتمعية كنوع من المساندة لدورهم المتهالك، التي من شأنها النظر في وضع "دلو الثلج.. ما له وما عليه"، الأمر الذي أرق مضاجع البعض من المنتسبين إلى الهيئة، وجاء اليوم الذي ينبغي فيه تسليم المقال قبل أن تطال الوشاية دلو المثقفين.
وبما أنه حان الوقت لسكب المعلومات تزامنا مع مناسبة يثيرها من يزايد على تحريم التسلية، ويبخس على الإنسان حقه البسيط في الفرح، فلدي بعض المعلومات عن الترفيه والترويح النفسي، وذلك حسب الضوابط الشرعية للدلو التثقيفي، وإضافة إلى ضرورة الترفيه في حياة الإنسان مع اختلاف أشكاله ووسائله وصحته وفوائده.
فهل تعلم عزيزي المحتسب، وبينما أنت مشغول بالحلال والحرام، أنه يوجد هناك على الجزء الآخر من الكرة الأرضية مؤسسات عامة اجتماعية ووكالات للعمل التطوعي، إضافة إلى المجموعات الخاصة المدعومة برسوم العضويات والشركات التجارية من تشرف تنظيميا على الأنشطة الترفيهية، كجمعية "كيوانس" الأميركية، وأن الحكومات تعنى بإنشاء المدن الترفيهية، وتقوم على تطويرها وصيانتها، وذلك لما للترويح النفسي والترفيه من الانعكاسات التي من شأنها استعادة النشاط وتحسين الأداء وتجديد الجهد الإنساني والشعور بالسعادة، وأنها تلبي الاحتياجات، وتعود بالنفع على مستوى الفرد والمجتمع، وأن الترفيه يعدّ حقا من حقوق الإنسان بموجب المواثيق العالمية لجمعية حقوق الإنسان؟!
حتى هذه اللحظة لم تسفر وشاية المحتسبين عن نتيجة تعرقل مسيرة اللعبة، وبما أن دلونا التثقيفي مازال بعيدا عن الأنظار، وكرة الثلج لا زالت تتدحرج ولديها القابلية لالتقاط ما نعلقه عليها، وإلى كل المزايدين على المخزون الثقافي والأدبي والكمي للمعلومات في العالم؛ فإني أوجه التحدي وأمرر اللعبة إلى زملائي: حسن الحارثي ومحمد اليامي وعبد السلام الوايل.