في ظل توتر ملحوظ في علاقة حزب الله بالبطريركية المارونية في لبنان، ومع البطريرك بشارة بطرس الراعي شخصياً، الذي كشف عن أن حزب الله يريد "المثالثة" بين السنة والشيعة والمسيحيين، أقدم 50 مسلحاً من حزب الله، على كسر قرار قضائي، والشروع بتشييد بناء على عقار متنازع عليه مع مطرانية جونية في منطقة لاسا في جبال جبيل شمالاً، بعد أن حاولت "بكركي" منذ سنتين، أن ترعى هذا الخلاف العقاري الذي يثير حساسيات طائفية بين أبناء المنطقة من موارنة وشيعة.
ويبدو ذلك مرتبطاً بالمعارضة الشديدة التي أبداها الحزب، لزيارة قام بها الراعي الذي صاحب بابا الفاتيكان إلى القدس، والتي عدها الحزب في حينها، كسراً لمبدأ المقاومة.
واعتبر منسق الأمانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أن "هذا التصرف خطير جداً، وعنوانه الأساسي، هو أن لا شيء يقف أمام إرادة "حزب الله" في لبنان، متى رغب القيام بشيء ما". وشدد على أن "تكرار هذا الموضوع في جبيل خصوصاً ولبنان عموماً، يعني أن الجمهورية اللبنانية عاجزة عن تطبيق القوانين. فكيف نطلب من أهالي قرطبا والعاقورة احترام القانون ولا يتم تطبيقه في لاسا؟".
وقال "المطرانية تحركت في القضاء، وفصيلة الدرك قامت بتحرك لوقف المخالفات، لكن قوة الأمر الواقع المتمثلة بـ"حزب السلاح" لا تجد من يقف بوجهها".
وأثارت تلك التحركات تساؤلات، حول ماذا يريد "حزب الله" في لاسا، ولماذا يعيد أجواء التوتر، والسعي وراء إشعال الفتنة بين أبنائها المسيحيين والشيعة، إلا أن هذا الحزب الله الذي يمارس دوره في احتلال "سورية"، ويفرض على لبنان وصاية "إيرانية"، يقوم في لاسا بممارسة ما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر فرض سياسة الاستيطان، وهو نهج معروف ومختبر، فبالأمس تكشف هذا الوجه الجديد لأقنعة الحزب المقاوم في لبنان، عبر فضيحة أخرى تدل على استمراره في خرق القوانين، وتخطي الأعراف والأصول الدستورية والتشريعية في السياسة، إذ انتهك حرمة البلدة بقيام 50 مسلحاً من عناصره بالاعتداء على أملاك أوقاف المطرانية المارونية في جونية، غير آبه بانعكاسات هذه التصرفات.
وفي التفاصيل، فإن الموطن ياسر حسن المقداد، وهو مسؤول عسكري في "حزب الله"، تابع العمل في ورشة بناء، ليل أول من أمس، بحماية 50 عنصراً من الحزب كانوا يرتدون بزات خاصة، في عقار متنازع عليه مع مطرانية جونية المارونية في بلدة لاسا، على الرغم من وجود إشارة من النيابة العامة لوقف الأعمال. وقد ضربت طوقاً أمنياً حول الورشة، وهدد المقداد أي قوة أمنية تحاول منعه من إكمال عمله، ما استدعى طلب مؤازرة من قوى الأمن التي وصلت عند الرابعة والنصف فجراً بعد انتهاء أعمال صب الأسمنت.