نبيل حاتم زارع
دائما ما نقرأ في الصحف عن كثر حالات الطلاق وتعدد أسبابها، وحقيقة ما دعاني لطرح هذا الموضوع وبهذا العنوان فلقد وجدت تغريدة من الأستاذة منى الكودري رئيسة اللجنة الثقافية بنادي أبها الأدبي سابقاً، والتي شجعتني على طرح الموضوع، حيث تضمنت بأن توقيت خروج الفتاة إلى بيت زوجها يكون في الوقت الذي يكون فيه الشاب أو الرجل مؤهلاً لذلك، وأعتقد أن التغريدة درس توعوي كاف وواف لحل أزمة الطلاق التي تحدث وحل مبكر للمشكلة التي عجزت عنها الدراسات والأبحاث. فالفتاة التي تكون في منزل أهلها وبرعاية أسرتها وبثقافة متوارثة ومترسخة بما لا يقل عن 18 عاماً، ليس بالسهل أن تذهب إلى بيئة أخرى مختلفة عنها تماماً وبمفهوم تربوي آخر وبنظرة مختلفة عن المرأة لا تعرف كيف أساس منشأها..
والمشكلة الأخطر التي ربما الكثير لم ينتبه لها فعلا هي متى يكون الشخص مؤهلاً لكي يأخذ هذه الفتاة الشابة من بيت أهلها إلى بيته؟ وهل هو فعلاً جدير بأن يحتوي هذه الفتاة ويكون حاضناً لها ولمشاعرها ولاحتياجاتها ورغباتها؟ وهل لديه الشخصية القادرة على التعامل مع العنصر الجديد في حياته ومن بيئة مختلفة عنه؟ وهل هو مؤهل فكرياً للتعامل أصلاً مع الأنثى كزوجة وليس التعامل معها كخادمة أو مجرد كائن يلبي من خلالها غرائزه ويمارس بعض التصرفات التي لا تليق برجل بوصفه زوجاً؟. وهل هو بالفعل يقدر الأمانة التي تسلمها من الأب والأم ويعتبرها إحدى عينيه؟
كل هذه الجوانب التي قد لا ينتبه إليها الكثير من الناس، وكما ذكرت أن البعض يعتبر الفتاة مستشفى للصحة النفسية حينما يقولون للأب "زوج ابنك ويعقل".. وأستغرب ما ذنب الفتاة إن أخذها إنسان معتل نفسياً ومعقد ويرغب بممارسة دور أكبر من حجمه ولا يستطيع إتقانه وممارسته بصورة يستحق بها أن يحترم وأن يطلق عليه أنه رجل كفء..
ومن هنا تنطلق المشاكل وتتفرع وتبدأ كتل القوى تجتمع، سواء من طرف أهل الزوجة أو الزوج، وكل يعمل على تحميل الآخر خطأ التصرف، ولا يعلم الطرفان بأنه ربما توقيت اقترانهما كأزواج هو الخطأ بحد ذاته..
أعتقد أنه يستوجب على مأذوني الأنحكة أن يمارسوا دور التوجيه والارشاد النفسي والتوعي للمقبلين على الزواج للطرفين، وأنا أعلم أن جمعيات الزواج لديها نشاطات إيجابية بهذا الخصوص، ولكن لا بد من المساهمة أيضا في تثقيف الوالدين، فهما القادران على توصيل الرسالة للعرسان.