الحديث ليس عن التدخين، لكن من المناسب أن نتناوله كمثال.

قبل أكثر من عشر سنوات صدر مرسوم ملكي يقضي بالموافقة على نظام حظر التدخين في العديد من الأماكن، شملت حينها الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، على اختلافها تعليمية وصحية ورياضية وثقافية، إضافة لوسائل النقل وعلى اختلافها كذلك..

نص المرسوم حينها على العمل بالنظام خلال سنة من نشره في الجريدة الرسمية، جف حبر القرار الشهير، ولا أدري بالمناسبة هل الجريدة الرسمية لا تزال تصدر، وإن كانت تصدر هل تباع وإن كانت تباع هل هناك أحد يطالعها!.

على أي حال، سارت بعض مؤسسات الحكومة - على وجه التحديد - ببطء شديد نحو تطبيق القرار.. احتاجت بعضها لعشر سنوات كاملة حتى تنجح في تطبيق النظام بشكل مقبول.. تخيّل.. عشر سنوات لكي تمتلك المقدرة على تطبيق نظام مدعوم بمرسوم ملكي واضح!

بعضها لم تستطع حتى الآن تطبيق النظام، بالأمس القريب قررت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تأجيل قرار منع التدخين في الملاعب ثلاثة أشهر أخرى.. والغاية من ذلك هو التوعية ونشر العقوبات.. وكأنها لا تتعامل مع مجموعة من الشباب المتعلم الذي يدرك النظام، ويعرف العقوبات جيداً!

الحديث أيضاً ليس عن قرار الرئاسة تأجيل تطبيق النظام، الذي انتظر عشر سنوات كاملة لن يعجز عن انتظار ثلاثة أشهر.. لكن - وهذا ما أود الوصول إليه - لماذا ننجح في إصدار القوانين ونعجز عن تطبيقها.. أليس المفترض أن يحدث العكس، بمعنى: "نعجز عن استصدار القوانين"، لا أن نعجز عن تطبيقها!

في كل دول العالم، لا يردع الناس شيء سوى القانون.. القانون وحده.. ما عدا ذلك هو هدر للوقت والمال والجهد.. نحن لدينا قوانين ومدعومة بمراسيم وقرارات ومع ذلك نعجز عن تطبيقها!.