في غالب أذهان السعوديين ارتبط اسم الشركة السعودية العملاقة "أرامكو" بالقيم المثلى، كالجودة والإنجاز والابتكار والدقة، هذه القيم لم تترسخ في أذهانهم اعتباطا، بل جاءت نتيجة سيرة ذاتية فاخرة للشركة النفطية، امتدت نحو ثمانين عاما كللتها بكل ما سبق، حتى كونت ثقافتها الخاصة التي انعكست إيجابا على موظفيها، وعلى مجتمعاتهم الصغيرة من حولهم، وعلى قاطني المنطقة الشرقية من بعدهم.

مؤخرا أيضا ارتبط اسم "أرامكو" بالحل الأخير، ظهر ذلك في الكثير من المشاريع التي تعثرت فانتشلتها الشركة للتمام، أو تلك الأخرى التي أنجزتها على الوجه المطلوب في مدد قياسية، وشاهدها الأخير ملعب الجوهرة المشعة في جدة، الذي أصبح اليوم أهم معالم المدينة العريقة!

"أرامكو"، وإضافة لكل ما سبق، فهي تعد من الشركات الاستثناء في المملكة التي تعي دورها الكامل في خدمة المجتمع، وتتفهم بشكل واضح مسؤولياتها الاجتماعية بشكل ملموس.

التمهيد السابق سيفهمه بشكل أسهل زوار فعاليات مهرجان أرامكو السعودية "إثراء المعرفة"، الذي اختتم نشاطاته الأسبوع المنصرم بالرياض، التي تعدّ محطته الرابعة بعد الظهران وجدة والأحساء في مواسم مضت.

"إثراء المعرفة" وبغض النظر عن أنه صار خيارا ترفيهيا جيدا ضمن الخيارات القليلة لساكني الرياض؛ إلا أنه حقق نجاحات باهرة في أجنحته المتعددة، التي استهدفت غالب الفئات العمرية.

"تعزيز الوعي وتنمية رأس المال البشري وتعزيز روح الابتكار والإبداع"؛ ثلاثة أهداف وضعتها أرامكو وشركاؤها في المهرجان نصب أعينهم، ونجحوا فيها باستقطابهم لأربعة ملايين زائر للمهرجان، خرجوا منه بمتعة أكيدة وفوائد كبرى، من خلال المزيج الجميل والابتكار الذي شهدته أجنحة المهرجان، إذ حظي الأطفال فيه بمساحة أكبر من خلال تعليمهم بالترفيه.

الأحاديث الجانبية في المهرجان تكاد تجمع على ضرورة أن يكون هذا الحدث دوريا، أو أن يتمدد بفوائده لمدن المملكة الأخرى مهما كلف الأمر، تأتي هذه الأمنيات بعدما لمس رواد المعرض أثره على أنفسهم وعلى أبنائهم هناك. وبالطبع "أرامكو" لا تترك شيئا للصدفة، إذ صرح مدير البرنامج أنهم يستهدفون عشرة ملايين زائر بحلول عام 2020.

أرامكو "إثراء المعرفة".. شكرا لكم.